امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
على سبيل المثال، يقول الماديون في لوحةزيتية مرسومة على ورقة أنّ زيوت التلوينكانت موجودة، و نحن نسأل: كيف وجدت هذه«الصورة» التي لم تكن موجودة من قبل؟كل جواب يقدمونه بشأن إيجاد «الصورة» من«العدم» نقدمه نحن أيضا بشأن إيجاده«المادة».و في المرحلة الثانية، ينبغي التأكيد علىأن خطأ الماديين ناتج عن كلمة «من». هؤلاءتصوروا قولنا: (أن العالم وجد من العدم)شبيه بقولنا (أن المنضدة وجدت من الخشب)حيث لا بدّ من وجود الخشب أوّلا لكي توجدالمنضدة. بينما جملة «وجود العالم منالعدم» لا تعني ذلك. بل تعني «أن العالم لميكن موجودا ثم وجد». و هل في هذه العبارةتضاد أو تناقض؟! و بالتعبير الفلسفي: كلموجود ممكن (الذي لا يملك الوجود ذاتيا) لهجانبان: ماهية و وجود، «الماهية» هي«المعنى الاعتباري» الذي يتساوى في نسبتهللعدم و الوجود. بعبارة اخرى، الماهية هيالمقدار المشترك الذي نفهمه من ملاحظةوجود شيء و عدمه. فهذه الشجرة لم تكنموجودة سابقا و هي موجودة الآن، و الشخصالفلاني لم يكن موجودا سابقا و هو الآنموجود، و ما أسندنا إليه الحالتين (الوجودو العدم) هي «الماهية».من هنا يكون معنى قولنا (إن اللّه أوجدالعالم من العدم) هو أنه سبحان نقل الماهيةمن حالة العدم إلى حالة الوجود، و بعبارةاخرى وضع لباس «الوجود» على جسد «الماهية»«1».