امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 353
نمايش فراداده

عنك بالاشتراك في قبلتهم و لا بأي شي‏ءآخر، إلّا أن تقبل كلّ ما يتبعونه.

و قيل: إن الآية نزلت إثر إصرار النّبي علىإرضاء أهل الكتاب طمعا في قبولهم الإسلام،فنزلت الآية لتؤكد أن رضى هؤلاء غاية لاتدرك إلا باعتناق دينهم «1».

و بشأن نزول الآية الثانية وردت رواياتمختلفة، قيل إنها نزلت فيمن التحق بجعفربن أبي طالب لدى عودته من الحبشة و همأربعون نفرا، اثنان و ثلاثون من أهلالحبشة و ثمانية رهبان فيهم «بحيرا»الراهب المعروف. و قيل إنّها نزلت في يهودأسلموا و حسن إسلامهم من أمثال: عبد اللّهبن سلام و سعيد بن عمرو، و تمام بن يهودا«2».

التّفسير

إرضاء هذه المجموعة محال‏

الآية السابقة رفعت المسؤولية عن النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم إزاء الضالينالمعاندين. و الآية أعلاه تواصل الموضوعالسابق و تخاطب الرّسول بأن لا يحاول عبثافي كسب رضا اليهود و النصارى لأنه: وَ لَنْتَرْضى‏ عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لَاالنَّصارى‏ حَتَّى تَتَّبِعَمِلَّتَهُمْ.

واجبك أن تقول لهم: إِنَّ هُدَى اللَّهِهُوَ الْهُدى‏، هدى اللّه هو الهدىالبعيد عن الخرافات و عن الأفكار التافهةالتي تفرزها عقول الجهّال، و يجب إتباعمثل هذا الهدى الخالص.

ثم تقول الآية: وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَأَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَالْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْوَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ.

1- مجمع البيان، الآية المذكورة.

2- تفسير أبي الفتوح الرازي، و مجمعالبيان.