امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 5
نمايش فراداده

و سابع كالنحلة لا تفكّر إلّا بامتصاصرحيق الورد لتهيئة العسل.

و هكذا روّاد طريق التّفسير القرآني، عكسكلّ منهم بما يملكه من مرآة خاصّة، مظهرامن مظاهر جمال القرآن و أسراره.

واضح أنّ كلّ هذه التفاسير في الوقت الذيتعتبر فيه تفسيرا للقرآن، إلّا أنها ليستتفسيرا للقرآن، لأنّ كلّ واحد منها يميطاللثام عن بعد من أبعاد القرآن لا عن كلّالأبعاد، و حتى لو جمعناها لتجلّى منخلالها بعض أبعاد القرآن لا جميع أبعاده.

ذلك لأنّ القرآن كلام اللّه و فيض من علمهاللامتناهي، و كلامه مظهر لعلمه، و علمهمظهر لذاته، و كلّها لا متناهية.

من هنا، لا ينبغي أن نتوقع استطاعة البشرإدراك جميع أبعاد القرآن، فالكوز لا يسعالبحر.

طبعا، ممّا لا شكّ فيه أنّنا نستطيع أننغرف من هذا البحر الكبير ... الكبير جدا ...بقدر سعة آنية فكرنا، و من هنا كان علىالعلماء فرض أن لا يتوانوا في كلّ عصر وزمان عن كشف مزيد من حقائق القرآن الكريم،و أن يبذلوا جهودهم المخلصة في هذا المجالما استطاعوا، عليهم أن يستفيدوا ممّاخلّفه الأسلاف رضوان اللّه عليهم في هذاالمجال، و لكن لا يجوز لهم أن يكتفوا به،

فرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمقال عن كتاب اللّه العزيز: «لا تحصىعجائبه، و لا تبلى غرائبه».

خطر التّفسير بالرأي:

أخطر طريقة في تفسير القرآن هي أن يأتيالمفسّر إلى كتاب اللّه العزيز معلّما لاتلميذا.

أي يأتي إليه ليفرض أفكاره على القرآن، وليعرض رؤاه و تصوراته المتولّدة منإفرازات البيئة و التخصّص العلمي، والاتّجاه المذهبيّ الخاص،