امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 450
نمايش فراداده

عليكم.

و من الملفت للنظر، أن اللّه لم يقل أنهيقبل التوبة ممن تاب، بل يقول: من تاب فأناأيضا أتوب عليه، و الفرق في التعبيرينواضح، فالثاني فيه من التودّد و التحنن وإغداق اللطف ما لا يمكن وصفه.

ثم استعمال الضمير (أنا) في هذا الموضعيستهدف نوعا من التودّد و بيان الارتباطالمباشر بين المتكلم و السّامع و خاصة إذاقال عظيم من العظماء: «أنا أتكفل لك بالعملالفلاني» حيث يختلف عما لو قال: «سنقوم نحنبإنجاز العمل» فالمحبّة الكامنة فيالأسلوب الاول غير خافية على أحد.

و كلمة «توّاب» صيغة مبالغة تبعث الأمل فينفوس المذنبين و تمزق أستار اليأس، عنسماء أرواحهم خاصة و أنها اقترنت بكلمة(رحيم) التي تشير إلى الرحمة الالهيةالخاصة.

بحوث‏

1- مفاسد كتمان الحق‏

كتمان الحقائق من المسائل التي عانت منهاالمجتمعات البشرية على مرّ التاريخ، و كانلها دوما آثار سيئة عميقة استمرت قرونا واعصارا. و يتحمل تبعة هذه المساوئ دون شكأولئك العلماء الذين يعلمون تلك الحقائق ويكتمونها.

لعل القرآن لم يهدد و يذمّ فئة كما هدّد وذم هذه الفئة الكاتمة للحقائق. و لم لا؟

فإن عمل هؤلاء يجرّ أجيالا متعاقبة إلىطريق الضلال و الفساد، كما أن نشر الحقائقيدفع بالأمم إلى طريق الهداية و الصلاح.

البشرية تميل للحقائق بفطرتها، و كتمانالحقائق عنها يعني صدّ البشرية عن طريقتكاملها الفطري المرسوم لها.