امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 477
نمايش فراداده

آنذاك.

في تفسير الآية 32 من سورة الأعراف تحدثنابالتفصيل عن استثمار المؤمنين الأطعمةالطيبة و الزينة المعقولة (المجلد الخامسمن هذا التّفسير).

الآية التالية تبين بعض ألوان الأطعمةالمحرمة، و تقول: إِنَّما حَرَّمَعَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِلِغَيْرِ اللَّهِ.

تذكر الآية ثلاثة أنواع من اللحومالمحرمة إضافة إلى الدم، و هي من أكثرالمحرمات انتشارا في ذلك العصر، في بعضهاخبث ظاهر لا يخفى على أحد كالميتة و الدم ولحم الخنزير، و في بعضها خبث معنوي كالتيذبحت من أجل الأصنام.

الحصر في الآية بكلمة «إنما» هو «حصرإضافي» لا يستهدف منه بيان جميع المحرمات،بل نفي ما ابتدعوه بشأن بعض اللحومالمحللة. بعبارة اخرى، هؤلاء الجاهليونحرّموا بعض الأطعمة الطيبة استنادا إلى ماتوارثوه من خرافات و أوهام، لكنهم بدلا منذلك كانوا يعمدون عند قلة الطعام إلى أكلالميتة أو الخنزير أو الدم.

القرآن يقول لهؤلاء إن هذه هي الأطعمةالمحرمة لا تلك (و هذا هو معنى الحصرالإضافي).

و لمّا كانت بعض الضرورات تدفع الإنسانإلى تناول الأطعمة المحرمة حفظا لحياته،فقد استثنت الآية هذه الحالة و قالت:فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍفَلا إِثْمَ عَلَيْهِ.

و من أجل أن تقطع الآية الطريق أمام منيتذرع بالاضطرار، أكدت على كون المضطر«غير باغ» و «لا عاد». و الباغي هو الطالب،و المراد هنا طالب اللذة و العادي هوالمتجاوز للحد، أي المتجاوز حدّ الضرورة،فالرخصة هنا إذن لمن لا يريد اللذة فيتناول هذه الأطعمة، و لا يتجاوز حدالضرورة اللازمة لنجاته من‏