امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و عبادته.لو قارنا هذه الآية بقوله تعالى: ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِيالْأَرْضِ «1» لفهمنا نكتتين:تقول الآية هنا: مِنْ طَيِّباتِ مارَزَقْناكُمْ، بينما تقول تلك مِمَّا فِيالْأَرْضِ.و لعل هذا الاختلاف يشير إلى أن النعمالطيبة مخلوقة أصلا للمؤمنين، و غيرالمؤمنين يتناولون هذه الأطعمة ببركةالمؤمنين، كالماء الذي يستعمله البستانيلسقي أشجاره و أغراسه، بينما تستفيد منهذا الماء أيضا الأعشاب و النباتاتالطفيلية.و الاخرى، أن الآية تقول لعامة النّاس:كُلُوا ... وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِالشَّيْطانِ و هذه الآية تخاطب المؤمنين وتقول: كُلُوا ... وَ اشْكُرُوا لِلَّهِ أيلا تكتفي هذه الآية بالطلب من المؤمنين أنلا يسيئوا الاستفادة من هذه النعم، بلتحثهم على حسن الاستفادة منها.فالمتوقع من النّاس العاديين أن لايذنبوا في استهلاك هذه النعم، بينماالمتوقع من المؤمنين أن يستثمروها في أفضلطريق.و قد يثير تكرار التأكيد في القرآن الكريمعلى الاستفادة من الأطعمة الطيبة تساؤلاعن سبب هذا التكرار. أمّا لو عدنا إلىتاريخ العصر الجاهلي لفهمنا السبب.فالجاهليون قد حرّموا على أنفسهم بعضالأطعمة دونما دليل، و تناقلت أجيالهم هذاالتحريم و كأنّه وحي منزل، و نسبوه أحيانابصراحة إلى اللّه، و القرآن استهدف اقتلاعجذور هذه الأفكار الخرافية من أذهانهم.ثم إن التركيز على كلمة «طيب» يتضمن أيضادعوة إلى اجتناب ما خبث من الأطعمة،كالميتة و الوحوش و الحشرات، و كالمسكراتالسائدة بين النّاس بشدّة