جميع الكفّار، فعلى هذا تكون الآية (5) منسورة المائدة الّتي أجازت الزواج من كفّارأهل الكتاب ناسخة لهذا الحكم (أو مخصّصةله) و لكن مع ملاحظة ما ذكرناه من تفسيرالآية يتّضح أنّ نظر هذه الآية خاصبالزّواج من المشركين و عبّاد الأوثان لاكفّار أهل الكتاب كاليهود و النّصارى (وطبعا في مورد الزواج من كفّار أهل الكتابهناك قرائن في الآية و ما ورد من الأحاديثعن أهل البيت عليهم السّلام أنّ المراد هوالزّواج الموقّت).
أشار بعض المفسّرين المعاصرين إلى نكتةظريفة في هذه الآية، و هي أنّ هذه الآية و(21) آية اخرى تأتي بعدها تبيّن الأحكامالمتعلّقة بتشكيل الاسرة في أبعادهاالمختلفة، و في هذه الآيات بيّن القرآنالكريم اثني عشر حكما شرعيا:
1- حكم الزواج مع المشركين.
2- تحريمالاقتراب من الزوجة في حال الحيض،
3- حكمالقسم بعنوان مقدّمة للإيلاء (المراد منالإيلاء هو أن يقسم الإنسان أن لا يجامعزوجته)،
4- حكم الإيلاء و يتبعه حكم الطلاق،
5- عدّة المرأة المطلّقة،
6- عدد الطلقات،
7-إبقاء الزّوجة بالمعروف أو تركهابالمعروف،
8- حكم الرّضاع،
9- عدّة المرأةالمتوفّى زوجها (الأرملة)،
10- خطبة المرأةقبل تمام عدّتها،
11- مهر المرأة المطلّقةقبل الدّخول،
12- حكم الهديّة للمرأة بعدوفاة زوجها أو طلاقها منه.
و هذه الأحكام مع مجمل الإرشاداتالأخلاقيّة في هذه الآيات تبيّن أنّ مسألةتشكيل الأسرة هو نوع من العبادة للّهتعالى و يجب أن يكون مقرونا بالتفكّر والتدبّر «1».
1- تفسير في ظلال القرآن: ج 1 ص 344- 346.