ابن اللّه، أو النصارى الذين قالوا إن«المسيح» ابن اللّه، و أضفوا عليه طابعامن الربوبية، فالآية تردّ هؤلاء جميعا وتقول إنّه لا يليق بالأنبياء أن يدعوالناس إلى عبادة غير اللّه.
و في الختام تقول الآية أَ يَأْمُرُكُمْبِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْمُسْلِمُونَ. أ يمكن أن يدعوكم النبيّ إلىالكفر بعد أن اخترتم الإسلام دينا؟
واضح أنّ «الإسلام» هنا يقصد به معناهالأوسع، كما هي الحال في مواضع كثيرة منالقرآن، و هو التسليم لأمر اللّه والإيمان و التوحيد. أي كيف يمكن لنبيّ أنيدعو الناس أوّلا إلى الإيمان و التوحيد،ثمّ يدلّهم على طريق الشرك؟ أو كيف يمكنلنبيّ أن يهدم ما بناه الأنبياء في دعوتهمالناس إلى الإسلام. فيدعوهم إلى الكفر والشرك؟
تنوّه الآية ضمنيّا بعصمة الأنبياء و عدمانحرافهم عن مسير إطاعة اللّه «1».
تدين هذه الآيات بصراحة كلّ عبادة، وخاصّة عبادة البشر، سوى عبادة اللّه، وتربّي في الإنسان روح الحرّية و استقلالالشخصية، تلك الروح التي لا يكون بدونهاجديرا بحمل اسم إنسان.
نعرف من خلال التاريخ العديد من الأشخاصالذين كانوا، قبل الوصول إلى السلطة،يتميّزون بالبراءة و يدعون الناس إلىالحقّ و العدالة و الحرّية و الإيمان.
1- في القراءة المعروفة التي اعتمدتهاطبعة القرآن السائده، تأتي «و لا يأمركم»في حالة نصب- بفتح الراء- و هي معطوفة على«أي يؤتيه اللّه» في الآية السابقة. و «لا»توكيد ل «ما» النافية في الآية السابقة. وعليه تكون الآية بهذا المعنى: و ما كانلبشر أن يأمركم أن تتّخذوا الملائكة والنبيّين أربابا.