امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 321
نمايش فراداده

كلاهما يعودان إلى حقيقة واحدة.

2- إنّ الإسلام يرى أن المحيط السالم الذييمكن للإنسان أن يعيش فيه، هو ذلك المحيطالذي يوفّر الحرية للإنسان، و يضمن لهالعمل بما يعتقد دون مانع أو أذى، و يرىالإسلام- أيضا- أنّ المحيط الذي يسودهالكبت و الإرهاب و القمع، و لا يستطيعالمسلم فيه إظهار عقيدته أو إعلان إسلامه،فهو محيط لا يجدر بالإنسان المسلم أن يبقىفيه، لذلك فإن الآية تنقل عن المؤمنيندعاءهم إلى اللّه لكي يخلصهم من مثل هذاالجو الملي‏ء بالقمع و الإرهاب.

و على الرغم من أن مكّة كانت ملجأ و ملاذاللمهاجرين، فإنّ تفشي الظلم فيها جعلالمؤمنين يدعون اللّه لإنقاذهم من ظلم أهلهذه المدينة، و ييسر لهم سبيلا إلى الخروجمنها.

3- و في نهاية الآية نرى أنّ المؤمنينالذين يعانون من محيطهم الظالم، يسألوناللّه أن يبعث لهم من يتولى شؤونهم، و أنيمدهم- أيضا- بمن ينصرهم على الظالمين ويخلصهم من مخالبهم، و يفهم من هذه الآيةأهمية القيادة الصالحة، و أهمية قدرة هذهالقيادة في إنقاذ المظلومين و ضرورةامتلاكها من العدد و العدّة ما يمكنها منالقيام بمسؤوليتها الخطيرة هذه.

بذلك نستنتج من الآية العناصر التي يجب أنتتوفر في كل قيادة إسلامية، و هي كما يلي:

أ- أن تكون القيادة صالحة (بما في كلمةالصلاح من شمولية) ب- أن تكون قوية مقتدرة(أن تملك العدد و العدّة الكافيين،بالإضافة إلى الخطط العسكرية التي تضمننجاح استخدام القوّة الموجودة).

4- تبيّن الآية أنّ المؤمنين يطلبونحاجاتهم من اللّه العلي القدير وحده، و لايلجئون إلى غيره في حوائجهم، حتى أنّهميسألون اللّه أن يمدهم بمن يتولى الدفاععنهم و ينصرهم على الظالمين.