النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّما كُتِبَ لَهُنَّ وَ تَرْغَبُونَ أَنْتَنْكِحُوهُنَّ ... «1».
ثمّ توصي الآية الكريمة بالأولاد الذكورالصغار الذين كانوا يحرمون من الإرث وفقالتقاليد الجاهلية، فتؤكد ضرورة رعايةحقوقهم، حيث تقول:
وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَالْوِلْدانِ.
كما تعود الآية فتكرر التأكيد على حقوقاليتامى، فتذكر أن اللّه يوصيكم في أنتراعوا العدالة في تعاملكم مع اليتامى: وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ....
و في الختام تجلب الآية الانتباه إلى أنأي عمل خير يصدر منكم و بالأخص إذا كان فيحق اليتامى و المستضعفين- فإنّه لا يخفىعلى اللّه- و إنّكم ستنالون أجر ذلك فيالنهاية، حيث تقول الآية: وَ ماتَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَكانَ بِهِ عَلِيماً.
هذا و يجب الالتفات إلى أنّ عبارةيَسْتَفْتُونَكَ مشتقة من المصدر «فتوى»أو «فتيا» و معناها الإجابة على كل سؤالمعضل، و لما كانت هذه الكلمة تعود في الأصلإلى كلمة «فتى» أي الشاب اليافع، فمنالممكن أن الفتوى كانت تستخدم للتعبير عنالإجابة على الأسئلة المستحدثة، و بعد ذلكأصبحت تطلق بصورة شاملة على كل أنواعالأجوبة الخاصّة بالمسائل المنتخبة.
1- بناء على التّفسير الذي أوردناه بشأنالآية أعلاه يتبيّن لنا أنّ عبارة «مايتلى» مبتدأ و خبرها جملة «يفتيكم فيهنّ»التي حذفت للقرينة الموجودة في القسمالسابق من الآية. كما أنّ عبارة «ترغبون»هنا تعني عدم الميل و الرغبة، حيث تشيرالقرائن إلى تقدير «عن» بعد عبارة«ترغبون» في هذه الآية و الفرق بين «رغبعنه» و «رغب فيه» واضح.