منها إعطاء كل ذي حق حقه، و يقابلها«الظلم» و هو منع ذوي الحقوق من حقوقهم،بينما يعني «القسط» أن لا تعطي حق أحدلغيره.
و بعبارة أخرى: أن لا يرضى بالتبعيض، ويقابله أن يعطي حقّ أحد لغيره.
و لكن المفهوم الواسع لهاتين الكلمتيناللتين قد تستعملان منفصلتين، متساوتقريبا، و هما يعنيان رعاية الاعتدال والتوازن في كل شيء و في كل عمل، و بالتاليوضع كل شيء في مكانه.
ثمّ إنّه سبحانه أمر بالتوحيد في العبادةو محاربة كلّ ألوان الشرك و أنواعه، إذقال: وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَكُلِّ مَسْجِدٍ أي وجهوا قلوبكم نحو اللّهالواحد دون سواه، وَ ادْعُوهُمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.
و بعد تحكيم و إرساء قاعدة التوحيد، وجهالأنظار نحو مسألة المعاد و البعث يومالقيامة، إذ قال: كَما بَدَأَكُمْتَعُودُونَ.
هنا نقطتان يجب الالتفات إليهما و الوقوفعندهما:
ذكر المفسّرون في تفسير أَقِيمُواوُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍتفاسير متنوعة، فتارة قالوا: المراد هوالتوجه صوب القبلة.
و أخرى: إنّ المراد هو المشاركة فيالمساجد أثناء الصلوات اليومية.
و ثالثة احتملوا أيضا أن يكون الهدف منههو حضور القلب و النية الخالصة عندالعبادة.
و لكن التّفسير الذي ذكرناه أعلاه (أيالتوجه إلى اللّه، و محاربة كل ألوان