امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 283
نمايش فراداده

خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ واذكروا ما جاء فيه حتى تتقوا، و خافوا منالعقاب الإلهي و اعملوا بما أخذناه فيهمنكم من المواثيق وَ اذْكُرُوا ما فِيهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

إنّ هذه الآية نفسها جاءت- بفارق بسيط فيالآية (63) من سورة البقرة، و كما قلنا هناكفإنّ هذه القصة وقعت- حسب ما قال المفسّرالمعروف العلّامة الطبرسي في مجمع البيانعن ابن زيد- عند ما عاد موسى عليه السلام منجبل الطور، و اصطحب معه أحكام التوراة ...فعند ما عرض على قومه الواجبات و الوظائف وأحكام الحلال و الحرام تصوروا أنّ العملبكل هذه الوظائف أمر مشكل، و لهذا بنوا علىالمخالفة و العصيان ... في هذا الوقت نفسه،رفعت قطعة عظيمة من الجبل فوق رؤوسهم،بحيث وقعوا في اضطراب عظيم، فالتجأوا إلىموسى عليه السلام و طلبوا منه رفع هذاالخطر و الخوف عنهم، فقال لهم موسى عليهالسلام في تلك الحالة:

لو تعهدتم بأن تكونوا أوفياء لهذهالأحكام لزال عنكم هذا الخطر ... فسلّموا وتعهّدوا و سجدوا للّه تعالى فزال عنهمالخطر، و أزيحت الصخرة من فوق رؤوسهم.

أسئلة و أجوبة:

و هنا سؤالان أشرنا إليهما في سورة البقرةو إلى جوابيهما، و نذكر مختصرا عنهما هنابالمناسبة.

السّؤال الأوّل: ألم يكن لأخذ الميثاق فيهذه الحالة صفة الإجبار؟

و الجواب: لا شك أنّه كانت تحكم في ذلكالظرف حالة من الإجبار و الاضطرار، و لكنمن المسلّم أنّه لمّا ارتفع و زال الخطرفيما بعد كان بإمكانهم مواصلة هذا السلوكباختيارهم.