و يؤمنون بنتائجه الإيجابية في هذاالعالم، و الثواب الجزيل الذي ينتظرهم فيالعالم الآخر، فهم يعلمون، لم يقاتلون؟ ومن أجل من يجاهدون؟ و في سبيل أي هدف مقدسيضحون؟ و على من سيكون حسابهم إذا ما ضحواو استشهدوا في هذا المضمار؟
فهذا السير الواضح المشفوع بالمعرفةيمنحهم الثبات و الصبر و الاستقامة.
أمّا الذين لا يؤمنون باللّه و اليومالآخر، كعبدة الأصنام، فلا يعرفون لأي أمريقاتلون؟ و لأجل من يجاهدون؟ و إذا قتلوافمن يؤدّي دية دمهم؟ فهم لتقليدهم الأعمىو لعاداتهم الجاهلية ساروا رواء هذهالأفكار، و هكذا تبعث ظلمات الطريق و عدممعرفتهم الهدف و نتائج أعمالهم على انهيارأعصابهم و تفت في عضدهم و ثباتهم، و تجعلمنهم كائنات ضعيفة.
و بعد ذلك الحكم الثقيل بجهاد الأعداء وان كانوا عشرة اضعاف يخفف اللّه عنالمؤمنين و يتنزل في الحكم الذي يرهقهمفيقول: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْوَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً.
ثمّ يقول: فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْمِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوامِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْأَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِاللَّهِ.
و لكن على كل حال ينبغي أن لا تنسوا تسديداللّه وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.
و هنا لا بدّ من الالتفات الى عدّة أمور:
كما لا حظنا فإنّ الآية الأولى تأمرالمسلمين أن لا يتقاعسوا عن مواجهةالأعداء حتى إذا كانوا عشرة أضعافهم، غيرأنّ الآية الثّانية تخفض هذا العدد إلى