امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 160
نمايش فراداده

المعنى الأخير، أي المسؤولية و التكليف.

ثمّ بيّنت الآية شرطا مهما في السماحلهؤلاء بالانصراف، و هو إخلاصهم و حبّهمللّه و رسوله، و رجاؤهم و عملهم كل خيرلهذا الدين الحنيف، لذا قالت: إِذانَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ أي إنّهؤلاء إذا لم يكونوا قادرين على حملالسلاح و المشاركة في القتال، فإنّهمقادرون على استعمال سلاح الكلمة و السلوكالإسلامي الأمثل، و بهذا يستطيعون ترغيبالمجاهدين، و يثيرون الحماس في نفوسالمقاتلين، و يرفعون معنوياتهم بذكرهمالثمرات المترتبة على الجهاد و ثوابهالعظيم.

و كذلك يجب أن لا يقصروا في هدم و تضعيفمعنويات العدو، و تهيئة أرضية الهزيمة فينفوس أفراده قدر المستطاع لأنّ كلمة (نصح)في الأصل بمعنى (الإخلاص) و هي كلمة جامعةشاملة لكل شكل من أشكال طلب الخير والإقدام المخلص في هذا السبيل، و لما كانالكلام عن الجهاد، فإنّها تنظر إلى كل جهدو سعي يبذل في هذا المجال.

ثمّ تذكر الآية الدليل على هذا الموضوع،فتذكر أن مثل هؤلاء الأفراد الذين لايألون جهدا في عمل الخير، لا يمكن أنيعاتبوا أو يوبّخوا أو يعاقبوا، إذ ماعَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ.

بعد ذلك اختتمت الآية بذكر صفتين عظيمتينمن صفات اللّه عزّ و جلّ- و كل صفاته عظيمة-كدليل آخر على جواز تخلف هؤلاء المندرجينضمن المجموعات الثلاث فقالت: وَ اللَّهُغَفُورٌ رَحِيمٌ.

(غفور) مأخوذة من مادة الغفران، أي الستر والإخفاء، أي إن اللّه سبحانه و تعالىسيلقي الستار على أعمال هؤلاء المعذورين ويقبل أعذارهم، و كون اللّه «رحيما» يقتضيأن لا يكلف أحدا فوق طاقته، بل يعفيه منذلك، و إذا أجبر هؤلاء على الحضور في ميدانالقتال، فإنّ ذلك لا يناسب غفران اللّه ورحمته، و هذا يعني‏