امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أنّ اللّه الغفور الرحيم سيعفي هؤلاء عنالحضور حتما، و يعفو عنهم.

و يستفاد من جملة من الرّوايات التي نقلهاالمفسّرون في ذيل هذه الآية، أنّ هذهالمجموعات المعذورة لا يقتصر الأمر فيهمعلى السماح لهم في التخلف و عدم مؤاخذتهمفحسب، بل إنّ أفرادها لهم من الجزاء والثواب كثواب المجاهدين الذين حضروا وقاتلوا، كل على قدر اشتياقه و تحرقهللمشاركة، فنحن نقف على‏

حديث عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمو نقرأ: إنّ رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم لما قفل من غزوة تبوك فأشرف علىالمدينة قال: «لقد تركتم بالمدينة رجالاما سرتم في مسير، و لا أنفقتم من نفقة، و لاقطعتم واديا إلّا كانوا معكم فيه قالوا: «وكيف يكونون معنا و هم بالمدينة؟ قال:

حبسهم العذر» «1».

ثمّ تشير الآية إلى الفئة الرّابعة منالمعفو عنهم و هؤلاء هم الذين حضروا- بشوق-عند النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وطلبوا منه أن يحملهم على الدواب للمشاركةفي الجهاد، فاعتذر النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم بأنّه لا يملك ما يحملهم عليه،فخرجوا من عنده و عيونهم تفيض من الدمعحزنا و أسفا على ما فاتهم، و على أنّهم لايملكون ما ينفقونه في سبيل اللّه: وَ لاعَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَلِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ماأَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِحَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ.

«تفيض» من مادة الفيضان، أي الانسكاب والتساقط بعد الامتلاء، فإنّ الإنسان إذاأهمه أمر أو دهمته مصيبة، فإذا لم تكنشديدة اغرورقت عيناه بالدموع و امتلأت دونأن تجري، أمّا إذا وصلت إلى مرحلة يضعفالإنسان عن تحملها سالت دموعه.

إنّ في هذه دلالة على أنّ هؤلاء النفر منأصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم كانوا عشاقا و مولهين بالجهاد إلىدرجة أنّهم لما رخص لهم في البقاء لميكتفوا بالتأسف و الهمّ لهذه الرخصة، بلإنّهم جرت دموعهم كما لو فقد إنسان أعزأصدقائه و أحبائه،

(1) الدر المنثور، طبقا لنقل الميزان، ج 9،ص 386.

/ 584