امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 195
نمايش فراداده

مضافا إلى ثناء النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم، أو من يقوم مقامه في جمع زكاةأموال الناس بحدّ ذاته يبعث على خلق نوع منالراحة النفسية و الفكرية لهم، بحيثيشعرون بأنّهم إن فقدوا شيئا بحسب الظاهر،فإنّهم قد حصلوا- قطعا- على ما هو أفضل منه.

اللطيف في الأمر، أنّنا لم نسمع لحد الآنأن المأمورين بجمع الضرائب مأمورين بشكرالناس و تقديرهم، إلّا أنّ هذا الحكم الذيشرع كحكم مستحب في الأوامر و الأحكامالإسلامية يعكس عمق الجانب الإنساني فيهذه الأحكام.

و في نهاية الآية نقرأ: وَ اللَّهُسَمِيعٌ عَلِيمٌ و هذا الختام هو المناسبلما سبق من بحث في الآية، إذ أن اللّهسبحانه يسمع دعاء النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم، و مطلع على نيّات المؤدينللزّكاة.

ملاحظات

1- يتّضح من سبب النزول المذكور لهذهالآية، أنّ هذه الآية ترتبط بالآية التيسبقتها في موضوع توبة أبي لبابة و رفاقه،لأنّهم- و كشكر منهم لقبول توبتهم- أتوابأموالهم و وضعوها بين يدي النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ليصرفها في سبيلاللّه، إلّا أنّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم اكتفى بأخذ قسم منها فقط.

إلّا أنّ سبب النزول هذا لا ينافي- مطلقا-أن هذه الآية بيّنت حكما كليا عاما فيالزكاة، و لا يصحّ ما طرحه بعض المفسّرينمن التضاد بين سبب نزولها و ما بينته منحكم كلي، كما قلنا ذلك مكررا في سائر آياتالقرآن و أسباب نزولها.

السؤال الوحيد الذي يبقى هنا، هو أنّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم- حسبرواية- قد قبل ثلث أموال أبي لبابة وأصحابه، في الوقت الذي لا يبلغ مقدارالزكاة الثلث في أي مورد، ففي الحنطة والشعير و التمر و الزبيب العشر أحيانا، وأحيانا جزء من عشرين جزءا، و في الذهب والفضة (5، 2)، و في الأنعام (البقر و الغنم والإبل) لا