امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 200
نمايش فراداده

إنّ هذا الاطلاع هو مقدمة للثواب أوالعقاب الذي ينتظره في العالم الآخر، لذافإنّ الآية الكريمة تعقب على ذلك مباشرة وتقول: وَ سَتُرَدُّونَ إِلى‏ عالِمِالْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِفَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ.

ملاحظات

1- مسألة عرض الأعمال‏

إنّ بين أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسّلام، و نتيجة للأخبار الكثيرةالواردة عن الأئمّة عليهم السّلام، عقيدةمعروفة و مشهورة، و هي أنّ النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم و الأئمّة عليهمالسّلام يطلعون على أعمال كل الأمّة، أيأنّ اللّه تعالى يعرض أعمالها بطرق خاصّةعليهم.

إنّ الرّوايات الواردة في هذا البابكثيرة جدّا، و ربّما بلغت حدّ التواتر، وننقل هنا أقساما منها كنماذج:

روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّهقال: «تعرض الأعمال على رسول اللّه أعمالالعباد كل صباح، أبرارها و فجارها،فاحذروها، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُعَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ و سكت «1».

و في حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسّلام: «إنّ الأعمال تعرض على نبيّكم كلعشية الخميس، فليستح أحدكم أن يعرض علىنبيّه العمل القبيح» «2».

و في رواية أخرى عن الإمام علي بن موسىالرضا عليه السّلام، أنّ شخصا قال له: ادعاللّه لي و لأهل بيتي، فقال: «أ و لست أفعل؟و اللّه أنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كل يومو ليلة». يقول الراوي، فاستعظمت ذلك، فقاللي، «أمّا تقرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ:

(1) أصول الكافي، ج 1، ص 171، باب عرض الأعمال.

(2) تفسير البرهان، ج 2، ص 158.