امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
يتامى، مرضى ... و أمثال هؤلاء ممّن لا قدرةله على العمل، و هؤلاء يجب تأميناحتياجاتهم عن طريق بيت المال و الأغنياء،لكن هذا التأمين يجب أن يرافقه احترامهم وصيانة شخصياتهم.ثمّ قالت الآية في النهاية من بابالتأكيد: وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ.التّوبة و الجبران:يستفاد من عدّة آيات في القرآن الكريم أنّالتوبة لا تعني الندم على المعصية فحسب،بل يجب أن يرافقها ما يجبر و يكفر عنالذنب، و يمكن أن يتمثل جبران هذا الخطأبمساعدة المحتاجين ببذل ما يحتاجونه، كماهو في هذه الآيات، و كما مرّ في قصّة أبيلبابة.و لا فرق في كون الذنب المقترف ذنباماليا، أو أي ذنب آخر، كما هو الحال فيقضية المتخلفين عن غزوة تبوك، فإنّ الهدففي الواقع هو تطهير الروح التي تلوّثتبالمعصية من آثار هذه المعصية، و ذلكبالعمل الصالح، و هذا هو الذي يرجع الروحإلى طهارتها الأولى التي كانت عليها قبلالذنب.و توكّد الآية التي تليها البحوث التيمرّت بصورة جديدة، و تأمر النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم أن يبلغ الناس: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُعَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ فهي تشير إلى أن لا يتصورأحد أنّه إذا عمل عملا، سواء في خلوته أوبين الناس فإنّه سيخفى على علم اللّهسبحانه، بل إنّ الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم و المؤمنين يعلمون به إضافةإلى علم اللّه عزّ و جلّ.إنّ الالتفات إلى هذه الحقيقة و الإيمانبها له أعمق الأثر في تطهير الأعمال والنيات، فإنّ الإنسان- عادة- إذا أحسّ بأنّأحدا ما يراقبه و يتابع حركاته و سكناته،فإنّه يحاول أن يتصرّف تصرفا لا نقص فيهحتى لا يؤاخذه عليه من يراقبه، فكيف إذاأحسّ و آمن بأنّ اللّه و رسوله و المؤمنينيطلعون على أعماله؟!