امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 205
نمايش فراداده

إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ.

«مرجون» مأخوذ من مادة (إرجاء) بمعنىالتأخير و التوقيف، و في الأصل أخذت من(رجاء) بمعنى الأمل، و لما كان الإنسان قديؤخر شيئا ما أحيانا رجاء تحقق هدف من هذاالتأخير، فإنّ هذه الكلمة قد جاءت بمعنىالتأخير، إلّا أنّه تأخير ممزوج بنوع منالأمل.

إنّ هؤلاء في الحقيقة ليس لهم من الإيمانالخالص و العمل الصالح بحيث يمكن عدهم منأهل السعادة و النجاة، و ليسوا ملوّثينبالمعاصي و منحرفين عن الجادة بحيث يكتبونمن الأشقياء، بل يوكل أمرهم إلى اللطفالإلهي كيف سيعامل هؤلاء، و هذا طبعا حسبأوضاعهم الروحية و مواقعهم.

و تضيف الآية- بعد ذلك- أنّ اللّه سبحانهسوف لا يحكم على هؤلاء بدون حساب، بل يقتضيبعلمه و حكمته: وَ اللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ.

سؤال:

و هنا يطرح سؤال مهم قلمّا بحثه المفسّرونبصورة وافية، و هو ما الفرق بين هذه الفئة،و الفئة التي مرّ بيان حالتها في الآية (102)من هذه السورة؟ فإنّ كلا الجماعتين كانوامن المذنبين، و كلا المجموعتين تابوا،لأنّ المجموعة الأولى اعترفوا بذنوبهم، وأظهروا الندم عليها، و المجموعة الثّانيةتستفاد توبتهم من قوله تعالى: وَ إِمَّايَتُوبُ عَلَيْهِمْ. و كذلك فإنّ كلاالفئتين ينتظر أفرادها الرحمة الإلهية ويعيشون حالة الخوف و الرجاء.

و للجواب على هذا السؤال نقول: إنّه يمكنالتفرقة بين هاتين الطائفتين عن طريقين:

1- إنّ الطائفة الأولى تابوا بسرعة، وأظهروا ندمهم بصورة واضحة، فمثلا نرى أبالبابة قد أوثق نفسه بعمود المسجد، وبعبارة موجزة: إنّ هؤلاء أعلنوا ندمهم‏