امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
صريحا، و أظهروا استعدادهم لتحمل الكفارةالبدنية و المالية مهما كانت.أمّا أفراد الطائفة الثّانية فإنّهم لميظهروا ندمهم في البداية، و لو أنّهمندموا في أنفسهم و وجدانهم، و لم يظهروااستعدادهم لتحمل ما يترتب على ذنبهم ومعصيتهم، فهم في الواقع كانوا يطمحون إلىالعفو عن ذنوبهم الكبيرة بكل بساطة و يسر.إنّ هؤلاء- و مثالهم الواضح هو الثلاثةالذين أشير إليهم، و سيأتي بيان وضعهم-بقوا في حالة الخوف و الرجاء، و لهذا نرىأنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمرالناس أن يقاطعوهم و يبتعدوا عنهم، و بهذافقد عاشوا محاصرة اجتماعية شديدة اضطروانتيجتها أن يسلكوا في النهاية نفس الطريقالذي سلكه أتباع الفريق الأوّل، و لما كانقبول توبة هؤلاء في ذلك الوقت يظهر بنزولآية، فقد بقي النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم في انتظار الوحي، حتى قبلت توبتهمبعد خمسين يوما أو أقل.و لهذا فإنّا نرى الآية نزلت في حقالطائفة الأولى قد ختمت بقوله: إِنَّاللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و هو دليل علىقبول توبتهم، أمّا الطائفة الثّانية فماداموا لم يغيروا مسيرهم فقد جاءت جملة: وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ التي لا تدل منقريب أو بعيد على قبول توبتهم.و لا مجال للتعجب من أنّ الندم لوحده لميكن كافيا لقبول التوبة من المعاصيالكبيرة، خاصّة في عصر نزول الآيات، بليشترط مع ذلك الإقدام على الاعتراف الصريحبالذنب، و الاستعداد لتحمل كفارته وعقوبته، و بعد ذلك نزول الآية التي تبشربقبول التوبة.2- الفرق الثّاني بين هاتين الطائفتين، هوأنّ الطائفة الأولى بالرغم من أنّهم عصوابتخلفهم عن أداء واجب إسلامي كبير، أولتسريبهم بعض الأسرار العسكرية إلىالأعداء، إلّا أنّهم لم يرتكبوا الكبائرالعظيمة كقتل حمزة سيد الشهداء، و لهذافإنّهم بمجرّد أن تابوا و استعدوا للجزاءقبل اللّه توبتهم. غير أن قتل حمزة وأمثاله