امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 233
نمايش فراداده

قد وعد آزر بالاستغفار ان هو أسلم- لا أنّهيستغفر له قبل إسلامه، فلمّا تبيّن لهأنّه عدو للّه تنفر منه و ابتعد عنه، و علىهذا فإنّ وعد إبراهيم كان مشروطا، فلمّالم يتحقق الشرط لم يستغفر له أبدا، فإنّهذه الرّواية إضافة إلى أنّها مرسلة وضعيفة، فإنّها تخالف ظاهر أو صريح الآياتالقرآنية، لأنّ ظاهر الآية التي نبحثها أنإبراهيم قد استغفر، و صريح الآية (86) منسورة الشعراء أن إبراهيم قد طلب المغفرةله، حيث يقول: وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُكانَ مِنَ الضَّالِّينَ.

و الشاهد الآخر ما ورد عن ابن عباس أنّهقال: إن إبراهيم قد استغفر مرارا لآزر مادام حيا، فلمّا مات على كفره و تبيّن عداؤهلدين الحق، امتنع عن هذا العمل.

و لما كان فريق من المسلمين راغبين في أنيستغفروا للمحسنين الذين ماتوا و هممشركون، فقد نهاهم القرآن بصراحة عن ذلك،و صرّح بأن وضع إبراهيم يختلف تماما عنوضعهم، فإنّه كان يستغفر لآزر في حياتهرجاء هدايته و إيمانه، لا بعد موته.

3- ضرورة قطع كل رابطة بالأعداء

إنّ هذه الآية ليست الوحيدة التي تتحدث عنقطع كل رابطة بالمشركين، بل يستخلص منعدّة آيات في القرآن الكريم أن كل ارتباط وتضامن و علاقة، العائلية منها و غيرها،يجب أن تخضع لإطار العلاقات العقائدية، ويجب أن يحكم الانتماء الى اللّه و محاربةكل أشكال الشرك و الوثنية كل اشكالياتالترابط بين المسلمين. لأنّ هذا الارتباطهو الأساس و الحاكم على كل مقدراتهمالاجتماعية، و لا تستطيع العلاقات والروابط السطحية و الفوقية أن تنفيه.

إنّ هذا درس كبير للأمس و اليوم، و كلالأعصار و القرون.