و هنا يطرح سؤال آخر، و هو: كيف وعدإبراهيم عمّه آزر بالاستغفار، و حسب ظاهرهذه الآية و آيات القرآن الأخرى، فإنّه قدوفى بوعده، مع العلم أنّه لم يؤمن أبدا، وكان من المشركين و عبدة الأصنام الى آخرحياته، و الاستغفار لمثل هؤلاء ممنوع؟و للإجابة على هذا السؤال ينبغي الانتباهأوّلا إلى أنّه يستفاد من الآية- بوضوح-أنّ إبراهيم كان يأمل أن يجذب آزر إلىالإيمان و التوحيد عن هذا الطريق، و كاناستغفاره في الحقيقة هو: اللّهم اهده، وتجاوز عن ذنوبه السابقة.لكن لما ارتحل آزر من هذه الدنيا و هومشرك- و أصبح من المحتم عند إبراهيم أنّهمات و هو معاد للّه، و لم يبق سبيل لهدايته-ترك استغفاره لآزر. و على هذا فإنّالمسلمين أيضا يستطيعون أن يستغفروالأصدقائهم و أقربائهم المشركين ما دامواعلى قيد الحياة، و كان هناك أمل فيهدايتهم، بمعنى طلب الهداية و المغفرة مناللّه سبحانه لهؤلاء، إلّا أنّهم إذاماتوا و هم كفار فلا مجال للاستغفار بعدذلك.أمّا ما ورد في بعض الرّوايات من أنّالإمام الصادق عليه السّلام ذكر أنّإبراهيم عليه السّلام كان