امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 295
نمايش فراداده

و قد يتصور البعض أن نصف الشهر الثّانيتتكرر في صور النصف الأوّل بعينها، و أنّصورة القمر في ليلة الإحدى و العشرين مثلاهي بعينها صورته في الليلة السابقة، إلّاأن هذا اشتباه كبير، لأنّ جانب النقص فيالقمر في النصف الأوّل هو الطرف الأعلى،في حين أنّ جانب نقصه في النصف الثّاني منالطرف الأسفل، و بتعبير آخر فإنّ أطرافالهلال الدقيقة تكون إلى الشرق فيالبداية، بينما هي في الجانب الغربي عندأواخر الشهر، إضافة إلى أنّ القمر يرى فيالغرب أوائل الشهر، أمّا في أواخره فإنّهيرى في الشرق، و يتأخر كثيرا في طلوعه. وعلى هذا فإنّه يمكن الاستفادة من شكلالقمر مع تغييراته التدريجية كعداد يومي،و لتحديد أيّام الشهر بدقة من خلال شكلالقمر.

على كل حال، فإنّنا في هذه الموهبة التينسميها «النظام التأريخي»، مدينون لهذاالخلق الإلهي، و لو لا حركات القمر و الشمس(و الأرض) لكان لنا وضع مضطرب و فوضوي فيالحياة لم يكن في الحسبان تصوره.

إنّ السجناء في الزنزانات الانفراديةالمظلمة، و الذين أضاعوا الزمان و الأوقاتو لم يهتدوا إليها، قد أحسوا بهذه الحيرة وعدم الهدفية و التكليف.

يقول أحد السجناء في عصرنا الحاضر الذيقضى شهرا في زنزانة انفرادية مظلمة لعملاءالظالمين: لم تكن لي أيّة وسيلة أو طريقةلتحديد أوقات الصلاة، إلّا أنّهم عند ماكانوا يأتونني بالغداء كنت أصلي الظهر والعصر، و إذا ما أتوا بالعشاء أصلي المغربو العشاء، و صلاة الصبح عادة مع الفطور! ولكي أحسب الأيّام فإنّي كنت آخذ وجباتالطعام بنظر الإعتبار، فكل ثلاث وجباتأعدها يوما، غير أني لا أعلم ماذا حدث عندما خرجت من السجن، فقد رأيت اختلافا بينحسابي و حساب الناس!.