امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
لكن لما كان اللّه سبحانه قد خلق الإنسانليحيا حياة سعيدة مقرونة بالنظام، فإنّهقد وضع وسائلها تحت تصرفه.صحيح أن الإنسان يمكنه تنظيم أعماله إلىحدّ ما بالأمور الاعتبارية، إلّا أنّه إذالم يستند إلى الميزان الطبيعي فإنّ مقياسهالجعلي لا يكون عاما و شاملا، و ليس قابلاللاعتماد.إنّ دوران الشمس و القمر- و بتعبير أصحدوران الأرض حول الشمس- و المنازل التيلهما، يشكل تقويما طبيعيا واضح الأساس ويستفيد منه الجميع في كل مكان، و يعتمدونعليه، فكما أن مقدار اليوم و الليلة يعتبرمقياسا تاريخيا صغيرا ينشأ نتيجة عالمطبيعي، أي حركة الأرض حول نفسها، فإنّالشهر و السنة يجب أن تستند إلى دورانطبيعي، و على هذا المنوال فإنّ حركة القمرحول الأرض يشكل مقياسا أكبر، فإنّ الشهريساوي ثلاثين يوما تقريبا، و حركة الأرضحول الشمس ينتج منها مقياس أعظم، و هوالسنة.قلنا: إنّ التقويم الإسلامي يستند إلىالتقويم القمري و دوران القمر، و رغم أنّدوران الشمس في الأبراج الإثني عشر طريقةجيدة لتعيين الأشهر الشمسية، أنّ هذاالتقويم مع أنّه طبيعي، إلّا أنّه لا ينفعالجميع، و إنّما يستطيع علماء النجوم فقطعبر رصد النجوم من تحديد كون الشمس فيالبرج الفلاني، و لهذا السبب فإنّ الآخرينمجبورون على مراجعة التقاويم التي نظمت منقبل هؤلاء المنجمين. أن دوران القمرالمنتظم حول الأرض يعطي تقويما واضحايستطيع قراءة خطوطه و خرائطه حتى الأميونو سكّان البوادي.و توضيح ذلك إن هيئة القمر تختلف في كلليلة في السماء عن الليلة السابقة واللاحقة، بحيث لا توجد ليلتان في طولالشهر تتحد فيها هيئة القمر في السماء، وإذا دققنا قليلا في وضع القمر كل ليلةفإنّنا سنعتاد رويدا رويدا على تعيين تلكالليلة من ليالي الشهر.