القبيحة و المحرّمة، بحيث أن الإنسانكلما تلوّث بها أكثر، فإنّه سيتطبع عليها،و بمرور الزمن يزول قبحها تدريجيا، بل وتصل الحال إلى أن يراها حسنة و جميلة.
و أمّا لماذا سمّت الآية أمثال هؤلاء«مسرفين» فلأنّه لا إسراف أكثر من أن يهدرالإنسان أهم رأس مال في وجوده، إلّا و هوالعمر و السلامة و الشباب و القوى، و يصرفهفي طريق الفساد و المعصية، أو في طريقتحصيل متاع الدنيا التافه الفاني، و لايربح من ذلك شيئا.
ألا يعد هذا العمل إسرافا، و أمثال هؤلاءمسرفين؟
و هنا يجب الالتفات إلى نقطة مهمّة:
الإنسان في القرآن الكريم:
لقد وردت حول الإنسان تعبيرات مختلفة فيالقرآن الكريم:
فعبّرت عنه آيات كثيرة أنّه «بشر» و عبّرتعنه آيات متعددة بالإنسان، و في آيات أخرى«بنى آدم»، و العجيب أنّ في كثير من الآياتالتي عبّرت عنه بالإنسان، ذكرت صفاتهالمذمومة و غير الحميدة.
فقد عرفته هذه الآيات بأنّه موجود كثيرالنسيان و ناكر للجميل، و في آية أخرىبأنّه موجود ضعيف: وَ خُلِقَ الْإِنْسانُضَعِيفاً «1»، و في آية أخرى بأنّه ظالم وكافر: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌكَفَّارٌ «2»، و في موضع آخر أنّه بخيل: وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً «3»، و في موضعآخر أنّه عجول: وَ كانَ الْإِنْسانُعَجُولًا «4» و في مكان
(1) النساء، 38. (2) إبراهيم، 34. (3) الإسراء، 100. (4) الإسراء، 11.