امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
هذا إضافة إلى أنّ الجزاء إذا ما تمّ بهذهالسرعة فإنّه يعني زوال حالة الاختبارالتي هي أساس التكليف تقريبا، و ستتصفطاعة المطيعين بالجبر و الاضطرار، لأنّهمبمجرّد أن يعصوا فسيلاقون جزاءهم الأليمفورا.و احتمل أيضا في تفسير هذه الآية أنّجماعة من الكفار العنودين، الذين تحدثالقرآن عنهم مرارا، كانوا يقولونللأنبياء: إذا كان ما تقولونه حقّا،فادعوا اللّه أن ينزل علينا البلاء، فإذااستجاب اللّه تعالى دعوة هؤلاء ما كانليبقى من هؤلاء أحد.لكن يبدو أنّ التّفسير الأوّل هو الأقرب.و في الختام تقول الآية: يكفي عقابالهؤلاء أن نتركهم و شأنهم ليبقوا فيحيرتهم، فلا هم يميزون الحق من الباطل، ولا هم يجدون سبيل النجاة من متاهاتهم:فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَلِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ.عند ذلك تشير الآية إلى وجود نور التوحيدفي فطرة الإنسان و أعماق روحه و تقول: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانالِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً.نعم ... إنّ خاصية المشاكل و الشدائدالخطيرة، أنّها تزيل الحجب عن فطرةالإنسان الطاهرة، و تحرق في فرن الحوادثكل الطبقات السوداء التي غطت هذه الفطرة،و يسطع عندها- و لو لمدّة قصيرة- نورالتوحيد.ثمّ تقول الآية: إنّ هؤلاء الأفراد الىدرجة من الجهل و ضيق الأفق بحيث أنّهميعرضون بمجرّد كشف الضرّ عنهم، حتى كأنّهملم يدعونا و لم نساعدهم: فَلَمَّاكَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْلَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُكَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ماكانُوا يَعْمَلُونَ.أمّا من الذي يزين لهم أعمالهم؟ فقد بحثناذلك في ذيل الآية (122) من سورة الأنعام، ومجمل الكلام هو:إنّ اللّه سبحانه هو الذي يزين الأعمال، وذلك بجعل هذه الخاصية في الأعمال