نعم، هكذا هي الحوادث في حياة البشر،خصوصا في عصرنا الحاضر حيث تدمّر زلزلة أوحرب لا تطور إلّا ساعات قليلة مدينة عامرةو جميلة، و لا تبقي منها إلّا الأنقاض. وأجساد متنائرة هنا و هناك.
آه ... ما أشد غفلة الذين يفرحون بمثل هذهالحياة الزائلة الفانية؟!
2- في جملةفَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ ينبغيالالتفات إلى أنّ الاختلاط في الأصل- كماقال الراغب في المفردات- هو الجمع بينشيئين أو أكثر، سواء كانت سائلة أو جامدة.و الاختلاط أعم من الامتزاج، لأن الامتزاجيطلق عادة على السوائل، و على هذا يكونمعنى الجملة أنّ النباتات يختلط بعضهابالبعض الآخر بواسطة ماء المطر، سواءالنباتات التي تنفع الإنسان، أو الحيوان«1».
و تشير الجملة أعلاه- أيضا- إشارة ضمنيةإلى هذه الحقيقة، و هي أنّ اللّه سبحانهينبت من ماء المطر، الذي هو نوع واحد و ليسله إلّا حقيقة واحدة، أنواع النباتاتالمختلفة التي تؤمن مختلف حاجات الإنسان والحيوان من المواد الغذائية.
(1) يتّضح ممّا قيل أعلاه أنّ الباء في (به)سببية، و لكن قد احتمل البعض أنّها بمعنى(مع)، أي إنّ ماء ينزل من السماء و يختلطبالنباتات، و ينميها و ينضجها. إلّا أنّهذا الاحتمال الثّاني لا يناسب آخر الآيةالذي يقول: مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ لأنّ ظاهر هذه الجملة أنّالمقصود هو الاختلاط بين أنواع الأعشاب،لا اختلاط الماء و النبات. دققوا ذلك.