امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 354
نمايش فراداده

يُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لايُؤْمِنُ بِهِ.

و من الواضح أنّ أفراد الفئة الثّانيةفاسدون و مفسدون، و لذلك قالت الآية فيالنهاية: وَ رَبُّكَ أَعْلَمُبِالْمُفْسِدِينَ و هي إشارة إلى أن الذينلا يذعنون للحق، هم أفراد يسعون لحل عرىالمجتمع، و لهم دور مهم في إفساده.

الجهل و الإنكار:

كما يستفاد من الآيات أعلاه أنّ قسمامهمّا من مخالفة الحق و محاربته تنبع عادةمن الجهل، و لهذا السبب قالوا: عاقبة الجهلالكفر! إنّ أوّل مهمّة تقع على عاتق كلإنسان يطلب الحق أن يتريت في مقابل مايجهل، يتحرك صوب البحث ثمّ و تحقيق كلجوانب المطلب الذي يجهله، و ما لم يحصل علىالدليل القاطع على بطلانه فلا ينبغي لهرفضه، كما أنّه لا ينبغي له قبوله والاعتقاد به إذا لم يحصل لديه دليل قاطععلى صحته نقل العلّامة الطبرسي‏

في مجمع البيان حديثا رائعا عن الإمامالصادق عليه السّلام في هذا الباب، حيثيقول «إنّ اللّه خص هذه الأمّة بآيتين منكتابه: أن لا يقولوا إلّا ما يعلمون، و أنلا يردوا ما لا يعلمون، ثمّ قرأ: أَ لَمْيُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِأَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّاالْحَقَّ، و قرأ: بَلْ كَذَّبُوا بِمالَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ.