امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أو الجهل بالدروس و العبر التي هي الهدفالنهائي من ذكر تاريخ الماضين.إن مجموع هذه الجهالات و الضلالات كانتتحملهم على الإنكار و التكذيب، في حين أنتأويل و تفسير و تحقق المسائل المجهولةبالنسبة لهؤلاء لم يبيّن بعد وَ لَمَّايَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ.«التأويل» في أصل اللغة بمعنى إرجاعالشيء و على هذا فإنّ كل عمل أو قول يصلإلى هدفه النهائي نقول عنه: إن تأويله قدحان وقته، و لهذا يطلق على بيان الهدفالأصلي من إقدام معين، أو التّفسيرالواقعي لكلمة ما، أو تفسير و إعطاء نتيجةالرؤيا، أو تحقق فرضية في ارض الواقع، اسمالتأويل. و قد تحدثنا بصورة مفصلة حول هذاالموضوع في المجلد الثّاني ذيل الآية (7) منسورة آل عمران.ثمّ يضيف القرآن مبينا أن هذا المنهجالزائف لا ينحصر بمشركي عصر الجاهلية، بلإنّ الأقوام السابقين كانوا مبتلين أيضابهذه المسألة، فإنّهم كانوا يكذبونالحقائق و ينكرونها دون السعي لمعرفةالواقع، أو انتظار تحققه: كَذلِكَ كَذَّبَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ. و قد مرتالإشارة أيضا في الآيات (113) و (118) من سورةالبقرة إلى وضع الأمم السابقة من هذهالناحية.الواقع، إنّ عذر هؤلاء جميعا كان جهلهم ورغبتهم عن التحقيق و البحث في الحقائقالواقعية، في حين أن العقل و المنطقيحكمان بأنّه لا ينبغي للإنسان انكار مايجهله مطلقا، بل يبدأ بالبحث و التحقيق.و في النهاية و جهت الآية الخطاب إلىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و قالت:فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالظَّالِمِينَ أي إنّ هؤلاء سيلاقون أيضانفس المصير.و أشارت الآية الأخيرة من آيات البحث إلىفئتين عظيمتين من المشركين، فتقول: إنّهؤلاء لا يبقون جميعا على هذا الحال، بلإنّ جماعة منهم لم تخمد فيهم روح البحث عنالحق و طلبه و سيؤمنون بالقرآن في النهاية.في حين أن الفئة الأخرى ستبقى في عنادها وإصرارها و جهلها، و سوف لا تؤمن أبدا: وَمِنْهُمْ مَنْ