امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 386
نمايش فراداده

بالنعم الكثيرة و المواهب الإلهية الامحدودة في هذه الدنيا و الآخرة من نصيبهم.

(ينبغي الانتباه إلى أن البشرى قد ذكرت معألف و لام الجنس بصورة مطلقة، فهي تشملأنواع البشارات).

ثمّ تضيف من أجل التأكيد أيضا: لاتَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ بل هيثابتة حقّة، و أن اللّه سبحانه سيفي بماوعد به أولياءه، و ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ.

و حولت الآية الخطاب إلى النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم يمثل رأس سلسلة أولياءاللّه و أحبائه مخاطبة له بلحن المواساة وتسلية الخاطر: وَ لا يَحْزُنْكَقَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِجَمِيعاً و لا يمكن أن يقوم العدو بعملمقابل إرادة الحق، فإنّه تعالى عالم بكلخططهم و دسائسهم. ف هُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ.

ملاحظتان‏

و هنا ملاحظتان ينبغي التوقف عندهما:

1- ما هو المراد من البشارة في الآية؟

هناك بحث و جدال بين المفسّرين في المرادمن البشارة التي أعطاها اللّه في الآياتأعلاه لأوليائه في الدنيا و الآخرة،فالبعض اعتبرها مختصة بالبشارة التيتقدمها الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار والموت، وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ «1».

و البعض الآخر يعتبرها إشارة إلى وعوداللّه بالنصر و التغلب على الأعداء، والحكم في الأرض ما داموا مؤمنين و صالحين.

و قد فسّرت هذه البشارة في بعض الرّواياتبأنّها المنامات الجيدة التي يراهاالمؤمنون.

(1) السجدة، 30.