امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إلّا أنّه، و كما قلنا، فإنّ إطلاق هذهالكلمة، و ألف لام الجنس في البشرى قدأخفيا فيها مفهوما واسعا بحيث أنّها تشملكل نوع من البشارة و فرحة الإنتصار والموفقية، و يندرج فيها كل ما ذكر أعلاه، وفي الواقع فإنّ كلا منها إشارة إلى زاويةمن هذه البشارة الإلهية الواسعة.و ربّما كان ما فسّرت به البشرى في بعضالرّوايات بأنّها المنامات الحسنة والرؤيا الصالحة إشارة إلى أن كل البشاراتحتى الصغيرة منها، تدخل أيضا في مفهومالبشرى، لا أنّها منحصرة بها.الواقع. و كما قيل سابقا أيضا، فإنّ هذا هوالأثر التكويني و الطبيعي للإيمان والتقوى حيث تبتعد عن روح الإنسان أشكالالاضطراب و القلق المتولدة من الشك والتردد، و كذلك المتولدة من الذنب والتلوّث و الفجور، فكيف يمكن أن يشعربالراحة و الاطمئنان من لا إيمان له، و منليس له متكأ معنوي يعتمد عليه في أعماقروحه؟! إنّه يبقى في سفينة وسط بحر هائجمتلاطم الأمواج تقذف به الأمواج العظيمةفي كل جانب وصوب و قد فتحت دوامات البحرأفواهها لابتلاعه!! كيف يمكن أن يهدأ بال ويطمئن خاطر من تلطخت يداه بالظلم و الجور وإراقة دماء الناس و غصب أموال و حقوقالآخرين؟ إنّه- و بخلاف المؤمنين- لا يتمتعحتى بالنوم الهادىء، و غالبا ما يرىالمنامات المرعبة التي يرى نفسه فيهامشتبكا مع العدو، و هذا بنفسه دليل علىاضطراب روح هؤلاء.من الطبيعي أنّ الشخص الجاني- خاصّة إذاكان مطاردا- يرى في عالم الرؤيا أشباحامرعبة قد أحكمت الطوق لإلقاء القبض عليه،أو أنّ روح ذلك المقتول المظلوم تصرخ فيأعماق ضميره و تعذبه، و لهذا فإنّه عند مايستيقظ يقول كيزيد:مالي و للحسين؟ أو يقول ما قاله الحجاج:مالي و لسعيد بن جبير؟!