امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أساس الانحطاط و التسافل.

يقول أمير المؤمنين عليه السّلام فيخطبته المعروفة مع همام، حيث يجسد فيهاحالات أولياء اللّه في أرقى وصف:

«قلوبهم محزونة، و شرورهم مأمونة»

، ثمّ يقول:

«و لو لا الأجل الذي كتب اللّه عليهم لمتستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاإلى الثواب، و خوفا من العقاب» «1».

و يقول القرآن المجيد- أيضا- في شأنالمؤمنين: الَّذِينَ يَخْشَوْنَرَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَالسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ «2». و بناء علىذلك فإنّ لهؤلاء خوفا آخر.

هناك بحث بين المفسّرين فيمن همالمقصودون من أولياء اللّه، إلّا أنّالآية الثّانية وضحت المطلب و أنهتالنقاش، فهي تقول: الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ.

الملفت للنظر أنّها ذكرت الإيمان بصيغةالفعل الماضي المطلق، و التقوى بصيغةالماضي الاستمراري، و هذا إشارة إلى أنّإيمان هؤلاء قد بلغ حد الكمال، إلّا أنالتقوى التي تنعكس في العمل اليومي، وتتطلب كل يوم و كل ساعة عملا جديدا، و لهاصفة تدريجية، فإنّها قد ظهرت على هؤلاءبصورة برنامج دائمي و مسئولية متواصلة.

نعم .. إنّ الذين يرتكزون على هذين الركنينالأساسيين: الدين و الشخصية، يحسون بدرجةمن الطمأنينة داخل أرواحهم بحيث لا تهزهمأية عاصفة من عواصف الحياة. بل يقفونأمامها كالجبل، كما وصفهم‏

الحديث: «المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركهالعواصف».

و توكّد الآية الثّالثة على مسألة عدموجود الخوف و الغم و الوحشة في شخصية وقلوب أولياء الحق بهذه العبارة: لَهُمُالْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ و على هذا فهم ليسوا خالينمن الخوف و الغم و حسب، بل إنّ البشارة والفرحة و السرور

(1) نهج البلاغة، خطبة 193. صبحي الصالح.

(2) الأنبياء، 49.

/ 584