امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 5
نمايش فراداده

في اليهود فشفّعه فيهم، فرجعوا إلىديارهم و كتب لهم التّوراة- ممّا بقي فيذهنه من أسلافه اليهود و ما كانوا قدحدّثوا به- من جديد.

و لذلك فهم يحترمونه أيما احترام، ويعدّونه منقذهم و محيي شريعتهم. «1»

و كان هذا الأمر سببا أن تلقبه جماعة منهمبـ «ابن اللّه» غير أنّه يستفاد من بعضالرّوايات- كما في الإحتجاج للطبرسي-أنّهم أطلقوا هذا اللقب احتراما له لا علىنحو الحقيقة.

و لكنّنا نقرأ في الرّواية ذاتها أنّالنّبي سألهم بما مؤدّاه (إذا كنتم تجلّونعزيرا و تكرمونه لخدماته العظمى و تطلقونعليه هذا الاسم، فعلام لا تسمّون موسى و هوأعظم عندكم من عزير بهذا الاسم؟ فلم يجدواللمسألة جوابا و أطرقوا برؤوسهم) «2».

و مهما يكن من أمر فهذه التسمية كانت أكبرمن موضوع الإجلال و الاحترام في أذهانجماعة منهم، و ما هو مألوف عند العامّةأنّهم يحملون هذا المفهوم على حقيقته، ويزعمون أنّه ابن اللّه حقّا، لأنّه خلصهممن الدمار و الضياع و رفع رؤوسهم بكتابةالتوراة من جديد.

و بالطبع فهذا الإعتقاد لم يكن سائدا عندجميع اليهود، إلّا أنّه يستفاد أنّ هذاالتصّور أو الإعتقاد كان سائدا عند جماعةمنهم، و لا سيما في عصر النّبي محمّد صلّىالله عليه وآله وسلّم، و الدليل على ذلكأنّ أحدا من كتب التاريخ، لم يذكر بأنّهمعند ما سمعوا الآية آنفة الذكر احتجوا علىالنّبي أو أنكروا هذا القول «و لو كانلبان».

و ممّا قلناه يمكن الإجابة على السؤالالتّالي: أنّه ليس بين اليهود في عصرناالحاضر من يدعي أنّ عزيرا ابن اللّه و لامن يعتقد بهذا الإعتقاد، فعلام نسب القرآنهذا القول إليهم؟!

1- يراجع في هذا الشأن الميزان، ج 9، ص 253، والمنار، ج 10، ص 322.

2- نور الثقلين، ج 6، ص 205، حديث طويل نقلناخلاصته معنا لا نصا، و إذا أردتم المزيدراجعوا المصدر المذكور.