امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 510
نمايش فراداده

الذنوب و العداء الدائم لطلاب الحق والقادة الصادقين .. كل هذه الأمور تلقي علىفكر الإنسان حجابا يفقده القدرة على رؤيةأقل شعاع لشمس الحقيقة و الحق، و لأنّ هذهالحالة من نتائج الأعمال التي يقوم بهاالإنسان، فلا تكون دليلا على الجبر، بل هيعين الإختيار، و الذي يتعلق باللّه تعالىأنّه جعل في مثل هذه الأعمال أثرا.

هناك آيات عديدة في القرآن تشير إلى هذهالحقيقة، و قد أشرنا الى ذلك في ذيل الآية(7) من سورة البقرة و آيات أخرى يمكنمراجعتها ..

و في آخر الآية- محل البحث ورد كلام بمثابةالجملة المعترضة ليؤكّد المواضيع التيبحثت قصّة نوح في الآيات السابقة واللاحقة، فتبيّن الآية أن الأعداء يقولون:

إنّ هذا الموضوع صاغه «محمّد» من قبل نفسهو نسبه إلى اللّه أَمْ يَقُولُونَافْتَراهُ.

ففي جواب ذلك قل يا رسول اللّه: إن كان ذلكمن عندي و نسبته إلى اللّه فذنبه عليّ قُلْإِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِيو لكني بري‏ء من ذنوبكم وَ أَنَابَرِي‏ءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ.

ملاحظات

1- «الإجرام» مأخوذ من مادة «جرم» على وزن«جهل» و كما أشرنا إلى ذلك- سابقا- فإنّمعناه قطف الثمرة غير الناضجة، ثمّ أطلقتعلى كل ما يحدث من عمل سي‏ء، و تطلق على منيحث الآخر على الذنب أنّه أجرم، و حيث أنالإنسان له ارتباط في ذاته و فطرته معالعفاف و النقاء، فإنّ الإقدام على الذنوبيفصل هذا الارتباط الإلهي منه.

2- احتمل بعض المفسّرين أنّ الآية الأخيرةليست ناظرة الى نبي الإسلام، بل ترتبطبنوح عليه السّلام نفسه، لأنّ جميع هذهالآيات تتحدث عن نوح عليه السّلام، والآيات‏