امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
المقبلة تتحدث عنه أيضا، فمن الأنسب أنتكون هذه الآية في نوح عليه السّلام، والجملة الاعتراضية خلاف الظاهر، و لكن معملاحظة ما يلي:أوّلا: إنّ شبيه هذا التعبير وارد في سورةالأحقاف الآية (8) في نبي الإسلام.ثانيا: جميع ما جاء في نوح عليه السّلام فيهذه الآيات كان بصيغة الغائب، و لكن الآية-محل البحث- جاءت بصيغة المخاطب، و مسألةالالتفات- أي الانتقال من ضمير الغيبة إلىالمخاطب- خلاف الظاهر، و إذا أردنا أن تكونالآية في نوح عليه السّلام فإنّ جملة«يقولون» بصيغة المضارع، و جملة «قل»بصيغة الأمر، يحتاجان كليهما إلى التقدير!ثالثا: هناك حديث في تفسير البرهان في ذيلهذه الآية عن الإمامين الصادقين الباقر والصادق عليهما السّلام يبيّن أنّ الآيةالمتقدمة نزلت في كفار مكّة.من مجموع هذه الدلائل نرى أن الآية تتعلقبنبي الإسلام، و التهم التي و جهت إليه كانمن قبل كفار مكّة، و جوابه عليهم.و ينبغي ذكر هذه المسألة الدقيقة، و هيأنّ الجملة الاعتراضية ليست كلاما لاعلاقة له بأصل القول، بل غالبا ما تأتيالجمل الاعتراضية لتؤكّد بمحتواها مفادالكلام و تؤيده، و إنما ينقطع ارتباطالكلام أحيانا لتخف على المخاطب رتابةالإيقاع و ليبعث الجدة و اللطافة في روحالكلام، و بالطبع فإنّ الجملة الاعتراضيةلا يمكن أن تكون أجنبية عن الكلام بتمامالمعنى، و إلّا فتكون على خلاف البلاغة والفصاحة، في حين أنّنا نجد دائما فيالكلمات البليغة و الفصيحة جملا اعتراضية.3- من الممكن أن يرد هذا الإشكال عندمطالعة الاية الأخيرة، و هو قول النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم أو نوح عليهالسّلام للكفار: إن يكن هذا الكلام افتراءفإثمه علي. ترى هل يعني قبول مسئولية الإثم«الافتراء» أنّ كلام الكفار حقا و مطابقاللواقع، و على الناس أن يتابعوه و يطيعوه!؟و لكن مع تدقيق النظر في الآيات السابقةنحصل على جواب هذا الإشكال،