امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 527
نمايش فراداده

المؤمنين فإنّه كان يستحق العقاب، ولأنّه لم يكن مع الكافرين فإنّه كان يستحقأن يتوجه إليه التبليغ و اللطف و المحبّةبصورة أكثر .. أضف إلى ذلك أن ابتعاده عنالكفار و كونه في معزل، كان يقوي أمل نوحفي أن يندم ولده على الابتعاد عنه.

و هناك احتمال آخر، و هو أنّ ابن نوح لميكن يخالف أباه بصراحة، بل كان منافقا وكان يوافق أباه في الظاهر أحيانا، فلذلكطلب نوح من ربّه له النجاة.

و على كل حال فإنّ الآية السابقة لا تنافيمضامين الآيات الأخرى التي تشير إلىانسداد أبواب التوبة حال نزول العذاب.

3- دروس تربوية من طوفان نوح:

إنّ هدف القرآن الأصلي من ذكر قصص الماضينبيان دروس و عبر و مسائل تربوية، و في هذاالقسم من قصّة نوح مسائل مهمّة جدّا نشيرإلى قسم منها:

أ- تطهير وجه الأرض:

صحيح أنّ اللّه رحيم ودود، و لكن لا ينبغيأن ننسى أنّه حكيم أيضا، فبمقتضى حكمتهأنّه عند ما لا تؤثر دعوة الناصحين والمربيّن الإلهيين في قوم فاسدين، فلا حقلهم بعد ذلك في الحياة و سينتهون نتيجةللثورات الاجتماعية أو الطبيعية و تحتوطأة التنظيم الحياتي.

و هذا الأمر غير منحصر في قوم نوح و لابزمان معين، إنما هو سنة اللّه في خلقه وعبادة في جميع العصور و الأزمان حتى فيعصرنا الحاضر، و أي إشكال في أن تكون كل منالحرب العالمية الأولى و الحرب العالميةالثّانية صورة من صور «تطهير الأرض».