صحيح أن قوما أو أمّة كانوا فاسدين وينبغي زوالهم و مهما تكن وسائل إزالتهمفالنتيجة واحدة، و لكن بالتدقيق في الآياتالمتقدمة نستفيد أنّ هناك تناسبا بينالذنوب و عقاب اللّه دائما و أبدا. «فتدبرجيدا».كان فرعون يرى قدرته و عظمته تتجلى في«نهر النيل» و مياهه كثير البركات، لكنالطريف أنّ هلاك فرعون و نهايته كان فيالنيل.و كان نمرود يعتمد على «جيشه» العظيم،لكننا نعلم أنّ جيشا- لا يعتد به- منالحشرات هزمه و جنوده أجمعين.و كان قوم نوح أهل زراعة «و أنعام» و كانوايجدون كل خيراتهم في «حبات المطر» لكننهايتهم كانت بالمطر أيضا ..و من هنا يتّضح جليا أنّ حساب اللّه فيغاية الدقّة، و لو لا حظنا الطغاة العتاةفي عصرنا و في الحرب العالمية الأولى والثّانية كيف أبيدوا بأسلحتهم الحديثة والمتطورة لا تضح المعنى اكثر.فلا ينبغي أن نعجب أنّ هذه الصناعاتالمتقدمة التي اعتمدوا عليها في استعمارالشعوب و استثمار خيراتهم و استضعافهم ..أدت إلى زوالهم.
ج- اسم اللّه على كل حال و في كل مكان
قرأنا في الآيات المتقدمة أنّ نوحا عليهالسّلام يوصي أصحابه أن لا ينسوا ذكر اسماللّه في بداية حركة السفينة و عندتوقفها، فكل شيء يتقوم باسمه و بذكره، وينبغي أن نستمد العون من ذاته القدسيّة،كل حركة و كل توقف، حال الهدوء و حالالإعصار و الطوفان، كل هذه الحالات ينبغيأن تبدأ باسمه، لأنّ كل عمل يبدأ دون ذكراسمه فهو «أبتر و مقطوع»، و كماورد عن نبي الإسلام صلّى الله عليه وآلهوسلّم في الحديث الشريف