امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 548
نمايش فراداده

جميع الوسائل الممكنة لإيقاظ روح الحق فيقومه الظالين فبيّن أن هذا الأجر الماديمشروط بالايمان فيقول: وَ يا قَوْمِاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواإِلَيْهِ فإذا فعلتم ذلك فإنّه يُرْسِلِالسَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً «1» لئلاتصاب مزارعكم بقلة الماء أو القحط، بل تظلخضراء مثمرة دائما، و زيادة على ذلك فإنّاللّه بسبب تقواكم و ابتعادكم عن الذنوب والتوجه إليه يرعاكم وَ يَزِدْكُمْقُوَّةً إِلى‏ قُوَّتِكُمْ.

فلا تتصوروا أنّ الإيمان و التقوى يضعفانمن قوتكم أبدا، بل إنّ قواكم الجسميّةستزداد بالاستفادة من القوّة المعنوية .. وبهذا الدعم المهم ستقدرون على عمارةالمجتمع و بناء حضارة كبيرة و أمّة مقتدرةتتمتع باقتصاد قوي و شعب حر مستقل، فعلىهذا إيّاكم و الابتعاد عن طريق الحق وَ لاتَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ.

بحوث‏

1- التوحيد أساس دعوة الأنبياء:

يبين تاريخ الأنبياء أنّهم بدأوا دعوتهمجميعا من التوحيد و نفي الشرك و نفي عبادةالأصنام أيّا كانت، و الواقع فإنّ أيإصلاح في المجتمعات الإنسانية لا يتيسربغير هذه الدعوة، لأنّ وحدة المجتمع والتعاون و الإيثار كلها أمور تسترفد منمنبع واحد و هو توحيد المعبود.

و أمّا الشرك فهو أساس كل فرقة و تعارض وتضاد و أنانية .. و ما إلى ذلك ..

و ارتباط هذه المفاهيم بالشرك و عبادةالأصنام بالمفهوم الواسع غير خاف على‏

(1) «المدرار» كما وضحنا سابقا مشتق من«درّ» و هو انصباب حليب الأثداء، ثمّاستعمل في انصباب المطر، و الطريق فيالآية أنّها لا تعبر بـ «ينزل المطر منالسماء» بل قالت: يُرْسِلِ السَّماءَعَلَيْكُمْ مِدْراراً بمعنى أنّ المطريهطل إلى درجة غزيرة حتى كأنّ السماءتهطل، و ملاحظة أنّ مدرارا صيغة مبالغةأيضا فيستفاد غاية التوكيد من هذه الجملة.