امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 7
نمايش فراداده

اللّه من قبلهم، فالقرآن عبّر عن هذاالتقليد الأعمى بالعبادة.

و هذا المعنى وارد

في رواية عن الإمامين الباقر و الصادقعليهما السّلام إذا قالا: «أمّا و اللّه ماصاموا لهم و لا صلّوا، و لكنّهم أحلّوا لهمحراما و حرّموا عليهم حلالا، فاتبعوهم وعبدوهم من حيث لا يشعرون». «1»

و في حديث آخر، أنّ عديّ بن حاتم قال: وفدتعلى رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمو كان في رقبتي صليب من الذّهب، فقال ليصلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عدي ألق هذاالصنم عن رقبتك، ففعلت ذلك، ثمّ دنوت منهفسمعته يتلو الآية اتَّخَذُواأَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباًفلمّا أتم الآية قلت له: نحن لا نتّخذأئمتنا أربابا أبدا، فقال: «ألم يحرمواحلال اللّه و يحلّوا حرامه فتتبعوهم؟فقلت: بلى، فقال: فهذه عبادتهم». «2»

و الدليل على هذا الموضوع واضح، لأنّالتقنين خاص باللّه، و ليس لأحد سواه أنيحل أو يحرم للناس، أو يجعل قانونا، والشي‏ء الوحيد الذي يستطيع الإنسان أنيفعله هو اكتشاف قوانين اللّه و تطبيقهاعلى مصاديقها.

فبناء على ذلك لو أقدم أحد على وضع قانونيخالف قانون اللّه، و قبله إنسان آخر دونقيد أو اعتراض او استفسار فقد عبد غيراللّه، و هذا بنفسه نوع من أنواع الشركالعملي، و بتعبير آخر: هو عبادة غير اللّه.

و يظهر من القرائن أنّ اليهود و النصارىيرون مثل هذا الإختيار لزعمائهم، بحيث لهمأن يغيّروا ما يرونه صالحا بحسب نظرهم، وما يزال بعض المسيحيين يطلب العفو منالقسيس فيقول له القسّ، عفوت عنك! و كان-منذ زمن- موضوع صكوك الغفران رائجا.

و هناك لطيفة أخرى ينبغي الالتفات إليها،و هي أنّه لما كانت عبادة المسيحيينلرهبانهم تختلف عن عبادة اليهودلأحبارهم، فالمسيحيون يرون المسيح ابناللّه‏

1- مجمع البيان، ذيل الآية و نور الثقلين،ج 2، ص 209.

2- مجمع البيان، ذيل الآية.