امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 218
نمايش فراداده

عجزهم عن التعبير و التأويل فحسب.

و هنا تذكّر ساقي الملك ما حدث له و لصاحبهفي السجن مع يوسف، و نجا من السجن كمابشّره يوسف وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُماوَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاأُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِفَأَرْسِلُونِ.

اجل في زاوية السجن يعيش رجل حيّ الضميرطاهر القلب مؤمن و قلبه مرآة للحوادثالمستقبلية، انّه الذي يستطيع ان يكشفالحجاب عن هذه الرؤيا المغلقة و يعبّرها.

جملة فَأَرْسِلُونِ تشير الى انّ منالممكن ان يكون يوسف ممنوع المواجهة، وكان الساقي يريد ان يأذن الملك و من حولهبمواجهته لهذا الشأن.

و هكذا حرّك كلام الساقي المجلس و شخصتالأبصار نحوه، و طلبوا منه الاسراعبالذهاب اليه و الإتيان بالخبر.

مضى الساقي الى السجن ليرى صديقه القديم ..ذلك الصديق الذي لم يف بوعده له، لكنّهربّما كان يعرف انّ شخصية يوسف الكريمةتمنعه من فتح «باب العتاب» فالتفت اليه وقال: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُأَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍيَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَ سَبْعِسُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍلَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِلَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ.

كلمة «الناس» تشير الى احتمال انّ رؤياالملك صيّرها أطرافه المتملّقون و حاشيتهحادثة مهمّة لذلك اليوم، فنشروها بينالناس و عمّموا حالة «القلق» من القصر الىالوسط الاجتماعي العام.

و على كلّ حال فإنّ يوسف دون ان يطلب شرطااو قيدا او اجرا لتعبيره عبّر الرؤيا فوراتعبيرا دقيقا لا غموض فيه و لا حجاب مقرونابما ينبغي عمله في المستقبل و قالَتَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَماحَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِإِلَّا