امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 506
نمايش فراداده

يشمل حتّى الزكاة بعد نزولها.

و على ايّة حال إذا تأصّل الايمان فسوفيتجلّى بالعمل فيقرب الإنسان الى ربّه منجانب، الى عباده من جانب آخر.

2- لماذا السرّ و العلانية؟

نقرا مرارا في آيات القرآن انّ المؤمنينينفقون او يتصدّقون في السرّ و العلانية،و بهذا الترتيب فإنّه تعالى مع ذكرهللإنفاق يذكر كيفيّة الإنفاق، لانّه يكونمرّة في السرّ اكثر تأثيرا و كرامة، و يكونمرّة اخرى في الجهر سببا في تشجيع الآخرينو اقتدائهم في اقامة الشعائر الدينيّة.

و لو قامت حرب بين دولة اسلامية و اخرىكافرة لرأينا الناس المؤمنين يحملون كلّيوم مقادير كبيرة من التبرعات الى المناطقالمنكوبة لمساعدة المتضرّرين بالحرب، اوالجرحى و المعوّقين او المقاتلين، و منالمعلوم انّ نشر اخبار هذه التبرّعات مفيدجدّا و لتكون دليلا على مواساتهم، و دعمهملمقاتليهم، و إحياء لروح الانسانيّة فيعامّة الناس، و تشجيعا للذين تخلّفوا عنهذه القافلة لكي يوصلوا أنفسهم بها، و منالبديهي انّ الإنفاق هنا في العلانية اكثرتأثيرا.

و يقول بعض المفسّرين: انّ الفرق بينالانفاقين هو انّ الإنفاق العلني مرتبطبالواجبات، فلا يخشى عليه من الرياء، لانالعمل بالواجبات لازم للجميع و لا داعيلاخفائه، و امّا الإنفاق المستحبّ- ولانّه زائد عن الوظيفة الواجبة- فمنالممكن ان تتخلّله حالة من التظاهر والرياء و لذلك كان إخفاؤه أفضل.

و لكن الظاهر انّ هذا التّفسير ليس أصلاكلّيا على حدة. بل هو فرع من التّفسيرالاوّل.