امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 62
نمايش فراداده

الظلم عقابه و مجازاته، او يقولوا انه لميستطع ان لا يرتكب هذا العمل لانّ اللّهأراد ذلك، او انّ المحيط أجبره، اوالطبيعة ... و هذا بنفسه دليل آخر على انّاصل الاختيار فطري.

و على كل حال لا نجد للجبر مسلكا فياعمالنا اليومية يرتبط بهذه العقيدة، بلاعمال الناس جميعا تصدر عنهم بصورة حرّة ومختارة و هم مسئولون عنها.

و جميع الأقوام في الدنيا يقبلون حريةالارادة، بدليل تشكيل المحاكم و الاداراتالقضائية لمحاكمة المتخلفين.

و جميع المؤسسات التربوية في العالم تقبلبهذا الأصل ضمنا، و هو انّ الإنسان يعملبإرادته و رغبته، و يمكن بإرشاده و تعليمهو تربيته ان يتجنب الاخطاء و الاشتباهات والأفكار المنحرفة.

2- واقع الإنسان بين السعادة و الشقاوة

الطريف انّ لفظ «شقوا» في الآياتالمتقدمة ورد بصيغة المبني للمعلوم، و لفظ«سعدوا» «1» ورد بصيغة المبني للمجهول، ولعل في هذا الاختلاف في التعبير اشارةلطيفة الى هذه المسألة الدقيقة، و هي انّالإنسان يطوي طريق الشقاء بخطاه، و لكن لابدّ لطيّ طريق السعادة في الأمداد و العونالالهي، و الّا فإنّه لا يوفّق في مسيره، ولا شكّ انّ هذا الأمداد و العون يشمل أولئكالذين يخطون خطواتهم الاولى بإرادتهم واختيارهم فحسب و كانت فيهم اللياقة والجدارة لهذا الأمداد. (فلاحظوا بدقة).

(1) «سعدوا» من مادة (سعد) و حسب رأي اصحاباللغة فإنّ هذا الفعل لازم و لا يتعدّى الىمفعول، فعلى هذا ليست له صيغة للمجهول،فاضطروا ان يقولوا: انّه مخفّف من (اسعدوا)و بابه (الأفعال) و لكن كما ينقل الآلوسي فيكتاب روح المعاني في شرح الآية عن بعض اهلاللغة، انّ الفعل الثلاثي من «سعد» يتعدّىالى المفعول ايضا- قالوا: سعده اللّه و هومسعود، فعلى هذا لا حاجة الى ان نقول بأنّ(سعدوا) مخفف من «اسعدوا» «فتدبّر».