امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 92
نمايش فراداده

على هذه الحالة الصادقة حتى النهايةرَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ. ثمّالاعتماد على قدرة الخالق جلّ و علا، والاعتماد على النفس، و ترك أي اعتماد أوتبعية للأجانب وَ اجْعَلْ لِي مِنْلَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً.

و بهذا الشكل فليست هناك أية سياسية تؤثرفي الإنتصار كما في الصدق و الإخلاص، ليسهناك أي اعتماد أفضل من الاعتماد علىالخالق و الاستقلال و عدم التبعية.

كيف يريد المسلمون أن ينتصروا علىالأعداء الذين قاموا بغصب أراضيهم وصادروا مصادرهم الحياتية في حين أنّهممرتبطون بأعدائهم في المجالات السياسية والعسكرية و الاقتصادية؟ هل نستطيع أنننتصر على العدو بواسطة السلاح الذينشتريه منه؟

4- حتمية انتصار الحق و هزيمة الباطل‏

نواجه في الآيات أعلاه أصلا تاما، و أساساآخر، و سنة إلهية خالدة تزرع الأمل في قلوبأنصار الحق، هذا الأصل هو أنّ عاقبة الحقالإنتصار، و عاقبة الباطل الاندحار، و أنّللباطل صولة و برق و رعد، و له كر و فر،إلّا أن عمره قصير، و في النهاية يكون مآلهالسقوط و الزوال .. الباطل كما يقول القرآن:فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُفِي الْأَرْضِ «1».

و الدليل على هذا الموضوع كامن في باطنكلمة الباطل، حيث أنّه لا يتفق معالقوانين العامّة للوجود، و ليس له منرصيد من الواقعية و الحقيقة.

إنّ الباطل شي‏ء مصنوع و مزوّر، ليست لهجذور، أجوف، و الأشياء التي لها صفات كهذه-عادة- لا يمكنها البقاء طويلا.

أمّا الحق فله أبعاد و جذور متناسقة معقوانين الخلق و الوجود، و مثله ينبغي‏

(1) الرعد، 17.