الآية الأخيرة في بحثنا هذا- التي هيبمثابة عصارة القصّة من أوّلها حتّىآخرها- تقول: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراًنِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ.
و من الواضح أنّ دعاء أيّوب البارئ عزّ وجلّ، و طلبه دفع الوساوس الشيطانية عنه، ورفع البلاء و المرض عنه، كلّ هذه لا تتنافىمع مقام صبره و تحمّله، ذلك الصبر والتحمّل الذي استمرّ لمدّة سبع سنين، و فيروايات اخرى لمدّة ثمانية عشر عاما-للأوجاع و الأمراض و الفقر و العسر واستمرار الشكر.
الذي يلفت النظر في هذه الآية أنها أعطتثلاثة أوصاف لأيّوب، كلّ واحد منها إنتوفّر في أي إنسان فهو إنسان كامل.
أوّلا: مقام عبوديته.
ثانيا: صبره و تحمّله و ثباته.
ثالثا: إنابته المتكرّرة إلى اللّه.
1- دروس مهمّة في قصّة أيّوب رغم أنّ قصة هذا النّبي الصابر أدرجت فيأربع آيات في هذه السورة، إلّا أنّهاوضّحت حقائق مهمّة، منها:
أ- الامتحان الإلهي واسع و كبير جدّا ويشمل حتّى الأنبياء الكبار، إذ يكونامتحانهم أشدّ و أصعب من الآخرين، لأنّطبيعة الحياة في هذه الدنيا بنيت على هذاالأساس، و من دون هذا الامتحان فإنّالإمكانيات و الطاقات الكامنة في الإنسانلا تتفجّر.
ب- الفرج بعد الشدّة نقطة اخرى تمكن فيمجريات هذه القصّة، فعند ما تشتدّ أمواجالحوادث و البلاء على الإنسان و تحيط به منكلّ جانب، عليه أن لا ييأس