و كذلك كانوا يعتقدون أنّ شخصا إذا قتلستصيح هامة على قبره: اسقوني فإني صدية أيعطشانة «1». لقد أبطل الإسلام كلّ هذه المعتقداتالخرافية، و لذلك
روي عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «لا هامة» «2».
و على أية حال، فيبدو أنّ هؤلاء و إن لميكونوا يعتقدون بالمعاد و حياة الإنسانبعد موته، إلّا أنّهم كانوا يقولونبالتناسخ و بقاء الأرواح بشكل ما. أمّا المعاد الجسماني على الهيئة التييذكرها القرآن الكريم، بأنّ تراب الإنسانيجمع مرة أخرى، و يعود إلى الحياة من جديد،و أن لكلا الجسم و الروح معادا مشتركا،فإنّهم كانوا ينكرونه تماما، و لا ينكرونهفحسب، بل كانوا يخافونه. و قد أوضحه لهمالقرآن بأساليب مختلفة و أثبته لهم.
1- بلوغ الأرب، المجلد 2، صفحة 311. 2- المصدر السابق.