امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 507
نمايش فراداده

فلو أنّ النّبي قد أخذ بقول «الوليد بنعقبة» و عدّ قبيلة بني المصطلق مرتدّين وقاتلهم لكانت فاجعة و مصيبة عظمى! ...

و يستفاد من لحن الآية التالية أنّ جماعةمن أصحاب الرّسول اصرّوا على قتال بنيالمصطلق، فقال لهم القرآن إنّ هذا هوالجهل بعينه و عاقبته الندم. و استدل جماعة من علماء الأصول على حجّيةخبر الواحد بهذه الآية لأنّها تقول إنجاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا ... و مفهومها أنّالعادل لو جاء بنبإ فلا يلزم التبيّن ... ويصح قبول خبره إلّا أنّه أشكل على هذاالاستدلال بمسائل عديدة أهمها مسألتان:

المسألة الأولى: إنّ الاستدلال المتقدّمذكره متوقّف على قبول «حجّية مفهومالوصف»، و المعروف أنّه لا حجّية لمفهومالوصف «1» ...

المسألة الثانية: إنّ العلة المذكورة فيذيل الآية فيها من السعة ما يشمل خبريالعادل و الفاسق معا لأنّ العمل بالخبرالظنّي- مهما كان- ففيه احتمال الندم.

لكنّ هاتين المسألتين يمكن حلّهما، لأنّمفهوم الوصف و أي قيد آخر في الموارد التييراد منها بيان القيد في مقام الاحترازحجة، و ذكر هذا القيد «قيد الفاسق» فيالآية المتقدّمة طبقا للظهور العرفي لافائدة منه تستحق الملاحظة سوى حجّية خبرالعادل! و أمّا في مورد التعليل الوارد فيذيل الآية فالظاهر أنّه لا يشمل كلّ عملبالأدلة الظنّية، بل هو ناظر إلى المواردالتي يكون العمل فيها بجهالة، أي العملبسفاهة و حمق، لأنّ الآية عوّلت علىالجهالة، و نعرف أنّ أغلب الأدلة التييعوّل عليها العقلاء جميعا في العالم فيالمسائل اليومية هي دلائل ظنّية «منقبيل‏

1- يتصوّر بعضهم أنّ المسألة هنا من قبيلمفهوم الشرط و مفهوم الشرط حجّة، في حينأنّه لا علاقة هنا بمفهوم الشرط، إضافةالى ذلك فإنّ الجملة الشرطية هنا لبيانالموضوع و نعرف أنّه في مثل هذه الموارد لامفهوم للجملة الشرطية أيضا فلاحظوا بدقّة.