امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 121
نمايش فراداده

ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.

فهذه الآيات التي هي في منتهى الوجازة والاختصار تكشف ستارا عن الحقيقة التييطلبها الجميع و يريدون معرفتها و تجعلناأمام الهدف العظيم.

توضيح ذلك:

لا شكّ أنّ كلّ فرد عاقل و حكيم حين يقومبعمل فإنّما يهدف من وراء عمله إلى هدفمعيّن، و حيث أنّ اللّه أعلم من جميعمخلوقاته و أعرفهم بالحكمة، بل لا ينبغيقياسه بأي أحد، فينقدح هذا السؤال و هو لمخلق اللّه الإنسان؟! هل كان يشعر بنقصفارتفع بخلق الإنسان؟! هل كان محتاجا إلىشي‏ء فارتفع الاحتياج بخلقنا؟

و لكنّنا نعلم أنّ وجوده كامل من كلّالجهات (و لا محدود في اللّامحدود) و هو غنيبالذات! إذا، فطبقا للمقدّمة، الاولى يجبالقبول على أنّه كان له هدف، و طبقاللمقدّمة الثانية- ينبغي القبول أنّ هدفهمن خلق الإنسان ليس شيئا يعود إلى ذاتهالمقدّسة.

فالنتيجة ينبغي أن يبحث عن هذا الهدف خارجذاته، هذا الهدف يعود للمخلوقين أنفسهم وأساس كمالهم .. هذا من جانب! و من جانب آخرورد في القرآن تعابير كثيرة مختلفة في شأنخلق الإنسان و الهدف منه! فنقرأ في إحدىآياته: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْأَحْسَنُ عَمَلًا، «1» و هنا يبيّن مسألةالامتحان للإنسان و حسن العمل على أنّههدف (من أهداف خلق الإنسان).

1- سورة الملك، الآية 6.