امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 128
نمايش فراداده

العباد- من المعبود لا النفع للخالق، وهذا الجود يتمثّل في تكامل الناس، فلم لميخلق اللّه (الجواد الكريم) العباد كاملينمن البداية- ليكونوا في جواره و قربه و أنيتمتّعوا ببركات قربه و جوار ذاتهالمقدّسة! و الجواب على هذا السؤال واضح ..فتكامل الإنسان ليس أمرا يمكن خلقهبالإجبار، بل هو طريق طويل مديد، و علىالناس أن يسيروه و يجوبوه و يقطّعوهبإرادتهم و تصميمهم و أفعالهم الاختيارية.

فمثلا لو أخذ مال باهظ قسرا من أحد لبناءمستشفى، فهل لهذا العمل من أثر تكامليروحي و أخلاقي في نفسه؟! قطعا لا! لكن لوأعطى بمحض إرادته و رغبته و ميله النفسي ولو درهما واحدا لهذا الهدف المقدّس فإنّهيخطو في طريق التكامل الأخلاقي و الروحيبتلك النسبة التي ساهم فيها.

و يستفاد من هذا الكلام أنّ على اللّه أنّيبيّن لنا هذا المسير بأوامره و تكاليفه ومناهجه التربوية بواسطة أنبيائه و العقلليتمّ الإبلاغ بذلك، فنعرف هذا المسيرالتكاملي و نطويه باختيارنا و إرادتنا.

3- و ينقدح هنا سؤال- آخر أيضا- و هو أنّ كلّهذا حسن ... فالهدف من خلقنا هو التكاملالإنساني، أو بتعبير آخر القرب من اللّه وحركة الوجود الناقص نحو الوجود الكاملالذي لا نهاية له، إلّا أنّه ما الهدف منهذا التكامل؟! و الجواب يتّضح بهذه الجملةأيضا و هو أنّ التكامل هو الهدف النهائي أوبتعبير آخر «غاية الغايات».

و توضيح ذلك: لو سألنا طالب المدرسة علامتدرس أو لم تدرس؟! فيجيب حتّى أدخلالجامعة! و لو سألناه ثانية ما تستفيد منالجامعة؟ فيقول مثلا سأكون طبيبا أومهندسا جديرا! فتقول له ما تصنع بشهادة«الدكتوراه» أو الهندسة؟ فيقول: لأبرزنشاطاتي‏