امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 196
نمايش فراداده

و فسّر بعضهم «القوس» بأنّه المقياس فهومشتقّ من القياس، و حيث انّ مقياس العرب[الذراع‏] و هو ما بين الزند و المرفقفيكون معنى «قاب قوسين» على هذا الرأي:مقدار ذراعين.

و ورد في بعض كتب اللغة لكلمة «قاب» معنىآخر، هو الفاصلة بين محل اليد من القوس إلىنقطة انتهاء القوس.

فبناء على هذا فإنّ «قاب قوسين» معناهمجموع انحناء القوس (فلاحظوا بدقّة) «1».

- بعد هذا كلّه لنرجع إلى التّفسيرين-فالنظرية المشهورة الاولى تقول أنّ معلّمالنّبي أمين الوحي جبرئيل الذي له قدرةخارقة.

و كان يأتي النّبي بصورة رجل حسن الطلعة ويبلّغه رسالة اللّه، و ظهر للنّبي بصورتهالحقيقيّة مرّتين طوال فترة رسالة النّبيو عمره الشريف.

المرّة الاولى هي ما تشير إليه الآياتمحلّ البحث، إذ ظهر في الأفق الأعلى فطبقالمشرق و المغرب جميعهما، و كان عظيماحتّى أنّه هال النبي، ثمّ دنا فاقترب منالنّبي فلم يكن بينهما مسافة بعيدة إلّابمقدار ذراعين، و التعبير بـ «قاب قوسين»كناية عن منتهى الاقتراب.

و المرّة الثانية- ظهر له- في معراجه صلّىالله عليه وآله وسلّم و سنبيّن ذلك فيالآيات المقبلة التي تتحدّث عن هذا الأمربإذن اللّه.

و يرى بعض المفسّرين ممّن اختار هذهالنظرية بأنّ اللقاء الأوّل الذي ظهر لهجبرئيل فيها بصورته الحقيقيّة كان في غارحراء الواقع في جبل النور «2».

1- قالوا: هنا قلب في الكلام، و أصله فكانقابي قوس.

2- هذا التّفسير و هو أنّ المراد من «شديدالقوى» «جبرئيل» اختاره جماعة كثيرونمنهم الطبرسي في مجمع البيان،