امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 208
نمايش فراداده

غاية ما في الأمر أنّ بعض المفسّرين ولأحكامهم المسبّقة لم يستطيعوا أنيتقبّلوا صعود النّبي بجسده و روحه إلىالسماء، ففسّروه بالمعراج الروحاني و مايشبه حالة الرؤيا و المنام!! مع أنّ هذاالصعود أو المعراج الجسماني للنبي لاإشكال فيه عقلا و لا من ناحية العلومالمعاصرة، و قد بيّنا تفصيل هذا الموضوعفي تفسير سورة الإسراء بشكل مبسّط!.

فبناء على هذا لا داعي للإعراض عن ظاهرالآيات و صريح الرّوايات لمجرّدالاستبعاد ..

ثمّ بعد هذا كلّه فالتعابير في الآيات هذهتشير إلى أنّ جماعة جادلوا في هذهالمسألة، و التاريخ يقول أيضا إنّ مسألةالمعراج أثارت نقاشا حادّا بين المخالفين!فلو أنّ النّبي كان يدّعي المعراجالروحاني و ما يشبه الرؤيا لم يكن لهذاالنقاش محلّ من الإعراب.

2- ما هو الهدف من المعراج؟

الهدف من المعراج هو بلوغ النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم مرحلة الشهودالباطني من جهة، و رؤية عظمة اللّه فيالسماوات بالبصر الظاهري من جهة اخرى والتي أشارت إليه آخر آية من الآيات محلّالبحث: لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِالْكُبْرى‏.

و في الآية الاولى من سورة الإسراء:لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا و الاطلاع علىمسائل مهمّة- كثيرة- كأحوال الملائكة و أهلالجنّة و أهل النار و أرواح الأنبياء والتي كانت مصدر إلهام للنبي طوال عمرهالشريف في تعليم و تربية الناس.

3- المعراج و الجنّة

يستفاد من الآيات- محلّ البحث- أنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم مرّ بالجنّةليلة المعراج و دخلها، و سواء أ كانت هذهالجنّة هي جنّة الخلد كما قال بها جماعة منالمفسّرين أو جنّة البرزخ كما اخترناه،فإنّ النّبي على أيّة حال- رأى مسائل مهمّةمن‏